متابعة- أنور الجرادات: الملاعب الشعبية عندنا.. كانت مصنعاً لنجوم الكرة في عقود ماضية، فقد كان الإقبال عليها من قبل اللاعبين منقطع النظير، بل إنها كانت الملاذ الوحيد لأهالي المناطق للتجمع والتفاخر بأبنائهم الذين يقدمون أروع العروض الكروية على أديم تلك الملاعب التي اختفت في السنوات القليلة الماضية نتيجة كثرة ملاعب الخماسي (المسيّجة).
اختفاء!
لقد اختفت الملاعب الشعبية نهائياً من المناطق، لاسيما في محافظة حلب واللاذقية وفي العاصمة وفي حمص وحماة لتكون البديل لها ملاعب الخماسي والمدارس الكروية والأكاديميات.. فهل كان ظهور المدارس والخماسي نقمة على كرتنا خاصة بعد انتكاسات المنتخبات الوطنية في البطولات العربية والآسيوية..؟
نجوم
في أعوام سابقة تألقت الكرة السورية بشكل مثير، عندما كان يبدع منتخبنا الوطني في المباريات التي يخوضها الودي منها ام الرسمي، لم تكن حينها عندنا إلا مراكز قليلة للمدارس الكروية، بل كانت الفرق الشعبية هي التي تمول المنتخبات الوطنية باللاعبين ولمختلف الأعمار، حيث كان المدربون، يبحثون عن المواهب الكروية في الملاعب الشعبية، يومها أصبح لمنتخبنا أكثر من منتخب كروي، نتيجة تواجد المواهب التي قدمت أروع العروض وفي السنتين الماضيتين شاهدنا حملة كبيرة من أجل تأسيس المدارس التخصصية لكرة القدم، حتى وصل عددها الى أكثر من ألف مدرسة وفي أماكن مختلفة من القسم الأكبر من المدارس يسجل اللاعب مقابل مبلغ من المال يدفعه الآباء لغرض التعلم، كما أن لساحات الخماسي أيضاً الحصة الأوفر في اختفاء الملاعب الشعبية.. وها هي النتيجة، اختفاء المواهب وتدهور الكرة السورية بكافة منتخباتها الوطنية.
غزو أكاديمي وخماسي
لقد انتهت كرتنا بتواجد ملاعب الخماسي والأكاديميات الكروية، في السابق كانت كرتنا تعيش أحلى انتصاراتها بفضل الملاعب الشعبية التي خرّجت الأجيال، بينما اليوم مع تلاشي الساحات الشعبية اصبحت الكرة السورية في حالة يرثى لها والدليل ضعف منتخباتنا الوطنية في أية بطولة يشاركون فيها.
وان التخطيط غير صحيح إطلاقاً خاصة بعد كثرة ملاعب الخماسي والأكاديميات، حيث ساهمتا في تدهور أوضاع الكرة برغم كثرتها فساحات الخماسي صغيرة ولا تطور اللاعب من ناحية اللياقة البدنية، وحتى المهارات كون أرضيتها من التارتان الذي يساهم في إصابة اللاعبين، اما الأكاديميات فاللاعب الصغير صاحب الموهبة عندما يريد أن ينضم اليها يكون ذلك مقابل ثمن وبعض اللاعبين من أصحاب المواهب لا يمتلكون قرشا واحداً وليس باستطاعتهم الانضمام الى الأكاديمية، وفي هذه الحالة يذهبون الى ساحة الخماسي التي تسهم بإصابتهم وبالتالي ترك الكرة الى الأبد.
تخطيط غير مبرمج!
وضع كرتنا هذا نتيجة التخطيط غير المبرمج من قبل القائمين عليها، فاتحاد الكرة كانت مساهمته واضحة في تدهور أوضاع الكرة من خلال عدم إقامته لدوري الفئات العمرية، وشاهدنا الانتكاسات المتكررة لكرتنا للمنتخبات الوطنية جميعها وعدم امتلاك لاعبينا اللياقة البدنية كان عنوان الانتكاسة عموما أمور كثيرة ساهمت في تردي أوضاع كرتنا لكن القسم الأكبر منها اختفاء الساحات الشعبية وآلاف الساحات الشعبية والمدارس الكروية وأتمنى أن يكون هناك تخطيط مبرمج من قبل اتحاد الكرة في اقامة دوري للفئات العمرية من اجل بروز المواهب الكروية وبالتالي نهضة كرتنا بعد أن غرقت في بحر الانتكاسات.