متابعة – ملحم الحكيم: بعد اختصار عدد الملاكمين الى دورة الصين المؤهلة للأولمبياد اليوم تبدأ قبضاتنا منافساتها الحقيقية على حلقة الكويت لحمل لقب البطولة العربية لملاكمة الناشئين، فبأي مقدمات ذهبنا وبأي نتائج سنعود؟ ولماذا أصر اتحاد اللعبة على المشاركة بمنتخب بكامل أوزانه، وما المعايير التي على أساسها تم انتقاء المنتخب المشارك؟ وما حقيقة تقليص طاقم البعثة المشاركة بدورة دولية مؤهلة لأولمبيا طوكيو بالصين؟
انطلقت رسمياً منافسات البطولة العربية التي تستضيفها الكويت والتي تستمر حتى ٢٩ من الشهر الجاري والتي تشارك قبضاتنا فيها ببعثة يترأسها عضو الاتحاد كمال جولاق وأمين سر الاتحاد محمود السلوم كإداري عام والحكم الدولي عدنان وتر والمدربان ميسر سعد ووسام عبيدة واللاعبون حسب تسلسل الأوزان:
محمد علي بدور، محمد اسماعيل، أشرف بلان، محمد عمر، جعفر المصري، زين العابدين، داوود محمد، ثائر تقي الدين، علي الحسين، بشار شريقي، جعفر تفوح، علي ابراهيم، محمد المحمد، محمد جغيلي.. وهو منتخب بكامل الأوزان ابتداء من وزن ٤٦كغ وانتهاء بوزن +٨٠كغ ، وقد جاءت هذه المشاركة الكاملة بإصرار من اتخاد اللعبة منذ أن كانت البطولة مقررة بالعراق نهاية العام الفائت.
إصرار في مكانه
ولإصرار اتحاد الملاكمة مبرراته، فحسب تعبير رئيسه لأسباب عدة، أولها أن عدد المشاركين في البطولة العربية ٩٢ ملاكماً يمثلون أقوى الدول العربية بالملاكمة ومنها مصر والجزائر وتونس والمغرب والعراق، وثانيها ما وردنا من الاتحادات العربية التي تصر على أن يكون المركز الأول من نصيبها، ما يعني قوة مشاركتها وبالتالي قوة المنافسة التي ستشهدها حلقة الكويت، وهذا يوصلنا الى ثالث الاسباب، فأي نقص بالمشاركة العددية يرجع ترتيبنا حتماً، ففي بطولة العرب للرجال في السودان حللنا أولاً لأن مشاركتنا العددية جيدة ولو وجد أي نقص لما استطعنا احتلال مثل هذا المركز، وهكذا سيكون الحال في بطولة الكويت التي نسعى أن نحقق فيها مركزاً متقدماً، ولا نريد للنقص العددي ان يكون سبباً بتراجعنا إلى مركز آخر، فحقيقة أن مستوى ملاكمينا الناشئين قوي ويستحق مشاركة كاملة.
ثلاث تجارب قوية
تأجيل البطولة من الشهر الماضي إلى الشهر الحالي تسبب بتغيير مواليد المشاركين وإدخال مواليد جديدة ، ما دفعنا لإقامة تجارب عدة ورسمية وآخرها كانت اسمية للمميزين فقط لانتقاء المشاركين، وهم أي الذين وقع عليهم خيار المشاركة يمثلون الرديف الاساسي للمنتخب، وقد أقام اتحاد اللعبة تجارب انتقائهم ورأى أعضاء الاتحاد مستوياتهم الفنية التي تؤهلهم للمشاركة وإحراز أفضل النتائج، وعندما توافق القيادة الرياضية على المشاركة ببطولة العرب للناشئين في الكويت بفريق كامل بناء على مذكرة اتحاد الملاكمة السورية مرفقاً بالأسباب لإعداد منتخبات وطنية من فئات عمرية صغيرة لهو دليل قاطع على اهتمام القيادة الرياضية بإعداد منتخبات رديفة للمنتخب الوطني للشباب لاحقاً، فما نتمناه من ناشئينا بلعبة الملاكمة أن يمثلوا الوطن بشكل مشرف، بعد أن تم إعدادهم بمحافظاتهم وعلى يدي مدربين أكفاء، فيما تم صقلهم بشكل نهائي من خلال المعسكر التدريبي المغلق في الفيحاء على يد مدربي المنتخب الوطني.
رجال الملاكمة إلى الصين
٢٩ الشهر الحالي إذاً تنهي قبضاتنا الناشئة منافساتها على الحلقة العربية في الكويت بعد أن تكون قد حددت موقعها على خارطة الملاكمة العربية بحضور كل الدول القوية باللعبة، أما رجال القبضات فيكونوا على وشك بدء منافساتهم في الدورة الدولية التي تستضيفها الصين بالفترة من ١ ولغاية ١٥ شباط الآتي، وهي دورة قوية مؤهلة لأولمبياد طوكيو، وكان من المفترض بالدورة بحسب رئيس لجنة الحكام الاسيوية كامل شبيب أن تكون الدورة آسيوية إلا أن الاتحاد الدولي أضاف اليها دول اقيانوسيا لتصبح دورة آسيا واقيانوسيا، ما يعني قوة إضافية ومنافسة شديدة ستشهدها الدورة وستكون مهمة قبضاتنا فيها مهمة صعبة، ما يتطلب حسب تعبيرهم مشاركة عددية كبيرة لزيادة الاحتمالات بإحضار نتائج وتأهيل في حين أن اتحاد اللعبة قرر العكس، فاختصر العدد من خمسة مشاركين الى اثنين فقط هما أحمد غصون وعلاء الدين غصون، وهو أمر استغربته كوادر اللعبة ولاسيما أن بين المستبعدين أبطالاً بحجم حسين المصري ومحمد مليس للوزن الثقيل، وهذا ما أوضحه رئيس اتحاد الملاكمة بقوله:
في قرارنا وحساباتنا أن نشارك بخمسة لاعبين، ولكن ولأنها دورة قوية ولكثرة ما سمعنا من ادعاءات لدى البعض بأن لديه لاعبين بإمكانهم الفوز على اللاعبين الأساسين كان القرار بالإجماع إقامة تجارب لرجال الملاكمة واختيار من يتمتع بالمستوى الفني المطلوب، وهذا ما كان وبحضور أعضاء الاتحاد وجميع الحكام والمدربين، حيث أقيمت التجارب التي كشفت بدورها المستوى الفني من ناحية والسلوك الرياضي الذي كان كفيلاً بإبعاد أحد اللاعبين بعد أن أخطأ بحق منافسه من ناحية اخرى، لتحمل التجارب من الناحية الفنية الدليل على جاهزية اللاعبين أحمد غصون وعلاء الدين غصون على المنافسة في الدورة الآسيوية في حين ابتعد آخرون عن مستواهم الفني المعتاد الكفيل بزجهم في معترك قوي كدورة الصين المنتظرة.
لا حجة لديهم
وعن حجة هؤلاء بأن مستوياتهم متراجعة لعدم وجود معسكر تدريبي أفاد رئيس اتحاد اللعبة أن اللاعبين مفرغون من نادي الجيش ومبلغون قبل فترة كافية بوجود تجارب رسمية لهم وصالة المنتخب مفتوحة يومياً والمدربون فيها، فكان بإمكان هؤلاء الاستعداد للتجارب التي كشفت ضعف لياقتهم وليس خبرتهم التي إن فازوا بالتجارب فبالخبرة فقط فيما لياقتهم صفر ما يعني ابتعادهم عن التدريب، وإلا لماذا تميز أحمد وعلاء غصون بأدائهما وفوزهما بالتجارب بقوة ولياقة بدنية عالية وهم في نفس الظروف تماماً، وهذا إن دل على شيء فإنما على عدم جدية البعض بالتدريب والتحضير على أمل أنه بطل الوزن ولا يستطيع أحد أن ينتزع اللقب منه وبالتالي سيبقى صاحب الامتياز والسفر مهما كانت نتيجته، وهي قناعة يجب أن تلغى من عقلية الجميع، فالمتميز فقط و الذي يتمتع بالمستوى الفني الجيد والقادر على إحضار النتيجة هو فقط من سيشارك في أي محفل دولي قادم.