برسم اتحادات ألعاب القوة

الموقف الرياضي: الكل يعلم أن ألعاب القوة كانت تعتبر لعبة الفقراء وينظر لها على أنها غير مكلفة لممارسيها ، وها هي أصبحت اليوم تعاني من نرجسية وإجحاف بحق عشاق هذه الرياضات وعلى سبيل المثال» التايكواندو ، الكاراتيه ، الألعاب قتالية ، الكيك بوكسينغ ،


بناء أجسام» ولعل ما دفعنا لتسليط الضوء على هذه القضية المهمة هو أننا في نهاية الأمر قد نصل لوضع لا نجد فيه إلا أصحاب الجيوب الميسورة يمارسون هذه الألعاب بحكم أن اللاعب الذي يريد اللعبة والمشاركة في بطولاتها يتوجب عليه دفع رسوم عالية وليست رمزية وفي غير ذلك فالابتعاد مصيره في حال لم يستطع دفع تكاليف المشاركة وخاصة إذا كان من محافظة بعيدة والأندية لا تتحمل نفقات مشاركته التي قد تتجاوز المئة ألف ليرة في ظل وضع معيشي صعب.‏


ونحن هنا لسنا ضد اتحادات الألعاب والرسوم التي تفرضها على اللاعبين والأندية كشرط للمشاركة بقدر ما نريدها أن تكون بنسب معقولة يستطيع الجميع المشاركة في اللعبة التي يرغب أو الحزام الذي يتقدم لنيله.‏


نعم الرسوم العالية هي مشكلة بحد ذاتها للاعبين ما عدا مصاريف النقل والإطعام والمنامة ونعلم بأن الأندية لا تصرف على هذه الألعاب ولا حتى المدرب باستطاعته تغطية المصاريف من نفقته الخاصة وبالتالي يتحمل نفقاتها اللاعبون ذاتهم فما الفائدة من وجود لاعب مميز لديه القدرة على المنافسة وتحقيق إنجازات إلا أنه ينتمي لأسرة فقيرة الحال ولا يستطيع المشاركة وربما هذا اللاعب سيكون مشروع بطل وهذا طموح أي اتحاد من اتحادات الألعاب لتحقيق نتائج طيبة من خلاله وبعد تأهيله إلى مستوى المنافسة ..‏


تحدثنا عن إمكانية وجود بطل وفي الوقت ذاته قد يتكلف لاعب ويلعب مباراة أو اثنتين ويخسر ويخرج فما الفائدة الفنية التي حققها ودفعه مبالغ معينة تكون عبئاً عليه وعلى أسرته وبهذه الحالة سوف لن يأخذ فرصته وسيعود ليشارك مرات ومرات ما يسبب له دفع مبالغ كثيرة وخاصة إذا شارك في أكثر من مسابقة.‏


خلاصة القول ألعاب القوة هي واجهة الرياضة السورية في المحافل الدولية والتاريخ يشهد على ذلك من خلال تحقيقها ميداليات غالية وثمينة لكن في ظل هكذا ظروف وقرارات تخطط لها اتحادات الألعاب أصبحت لا تمارس إلا بعد تسديد الرسوم العالية نسبياً إذا ما قورنت بالدخل العام علماً أن هذه الألعاب التي جئنا على ذكرها ألعاب الفقراء والسؤال كيف يصادق المكتب التنفيذي على مثل هذه القرارات والمصادقة على النظام المالي لها طالما الهدف إيجاد جيل واعد من الخامات والمواهب يكون قادراً على حمل شعلة الإنجاز بعد تأهيله في المعسكرات والاحتكاك وإيصالهم إلى درجة المنافسة ووضع المميزين منهم ضمن دائرة البطل الأولمبي.‏


نتمنى على المكتب التنفيذي أن يراعي ظروف اللاعبين غير القادرين على المشاركة في البطولات أو على الأقل وضع برنامج شرائح تخدم الجميع وهذا ما حملنا إياه بعض الكوادر واللاعبين متمنين إيصال صوتهم لأولي الشأن الرياضي.‏

المزيد..