وقفة:بطلان اثنان

قدمت المباراة النهائية لمسابقة كأس الجمهورية لكرة السلة للموسم الجاري بطلين اثنين، الأول حالفه التوفيق وفاز وحمل اللقب، والثاني جانبه التوفيق، فأخفق وحلّ ثانياً، استحق صاحب اللقب الاتحاد المباركة لأنه إلى لائحة البطولات عاد وبعد غياب دام طويلاً وطويلاً جداً بعيداً عن منصات التتويج، رجع إلى الساحة متعافياً وأحرز لقب بطولة الجمهورية لكرة السلة معيداً إلى الأذهان ما كان عليه في سنواته في الزمن الجميل له ولكرة السلة في حلب، أما الوصيف فهو الوثبة الذي يقدم نفسه كبطل قادم وللمرة الثانية على التوالي يلعب المباراة النهائية ولكن الحظ لم يبتسم له ويجافيه ويبعده عن لقب عزيز وثمين سعى إليه تدريباً واستعداداً وقدمت إدارته كل الأسباب الممكنة من استقطاب لاعبين ومدرب وتقديم المكافآت والتدريب المتواصل والتجهيزات اللازمة لكنه فقد اللقب بالثواني الأخيرة، فاستحق المباركة أيضاً لأنه كان نداً قوياً وجديراً وكبيراً وكان من الممكن أن يكون حاملاً للقب.


في النهاية هذا النوع من البطولات الذي لا بد له من فائز يبتسم الحظ لأحد الطرفين لكن هذا لا يعني أن الطرف الآخر لم يكن يستحق الفوز.‏


بالنظر إلى الفارق نجد أن المباراة بقيت متأرجحة والنتيجة تذهب من طرف إلى طرف، حتى الثانية الأخيرة فاز الاتحاد بنقطة وبنقطة خسر الوثبة، بالمحصلة الاثنان فائزان في عيون جماهيرهما، فريق استحق اللقب وهو الاتحاد فاستحق المباركة والتقدير واستحق أن يكون في دائرة الضوء أمام جمهوره العريض، وفريق سعى وبذل من الجهد أحسنه وقاتل من أجل الفوز ولم يستطع ذلك، فاستمر في العيون كبيراً وسيبقى كذلك لأنه حاول وحاول بكل ما يملك من طاقة.‏


هذا النهائي الذي حصل يبشر بعودة قوية لكرة السلة السورية وإن كان لنا بعض الملاحظات على سير البطولة من بدايتها وفي منتصفها وفي دورها قبل النهائي، إلا أن هذه الملاحظات ورغم أهميتها سنغمض العين عنها لأن ما شاهدناه في الدور النصف النهائي طغى على ما سبقه من ملاحظات وشاهدنا تنافساً مثيراً وحضوراً جماهيرياً هو الأقوى منذ سنوات طويلة.‏


مبارك للاتحاد عودة البطولات إلى خزائنه وحظ أوفر للوثبة الذي ينتظره استحقاق مهم في دبي من خلال دورتها الدولية، والشكر كل الشكر للجماهير التي أعطت للدور النصف النهائي والنهائي صورة رائعة للتشجيع والانضباط والالتزام بروح رياضية وبإحساس كبير من المسؤولية هي زاد للعبة على طريق عودتها القوية إلى الساحة، كل الذين لم يحالفهم الحظ أمامهم فرصة جديدة وهي الدوري العام ولكل مسابقة خصوصيتها وأهميتها وفرسانها ونتمنى أن يفوز الأجدر والأفضل والأقوى دون تدخلات تحكيمية أو صافرة طائشة ومع تمنياتنا لكرة السلة السورية بالتفوق والازدهار.‏


عبيــر علــي a.bir alee @gmail.com‏

المزيد..