الوقت الضائع:وداعاً فراس الخطيب

صفحة جديدة طويت في مسيرة الدولي السابق فراس الخطيب بإعلانه الاعتزال الدولي، لكن خفايا كثيرة بقيت وراء القرار الذي لا بد أن يُتخذ، فهل أجبر فراس على الاعتزال أم اتخذ قراره بملء إرادته بعدما وصل لمبتغاه بريادة الهدافين التاريخيين لسورية؟


هل كانت تصريحات مدرب المنتخب بأن فراس لن يُستدعى ما لم يوقّع مع أحد الأندية أم إن تلك حجة ظاهرة والباطن غير ذلك ففهم فراس الرسالة واتخذ القرار الصادم لجمهور كرتنا؟‏‏


قليلون هم النجوم الذين يغادرون المستطيل الأخضر مرفوعي الرأس وسط مطالبات من الجماهير بالبقاء، ولكن فراس واحد من هؤلاء الذين أرادوا الاعتزال في القمة كي يبقى راسخاً في أذهان محبيه.‏‏


ماذا يريد الخطيب أكثر من المشاركة في ست تصفيات مونديالية وهذا لم يحققه أي لاعب في القارة الصفراء من أقصاها لأدناها؟‏‏


ماذا يريد أكثر من اعتلاء قائمة الهدافين التاريخيين لنسور قاسيون وهو لا يلعب في مركز المهاجم الصريح؟‏‏


ماذا يريد أكثر من كونه سجل هدفه الأول عام 2001 وهدفه السادس والثلاثين بعد ثمانية عشر عاماً وهذا رقم قياسي؟‏‏


ماذا يريد أكثر من كونه واحداً من العظماء الذين يشار إليهم بالبنان عندما يتعلق الأمر بالدوري الكويتي؟‏‏


ماذا يريد أكثر من وضعه أحد الخيارات عند مدرب المنتخب الأولمبي أيمن حكيم ليكون بين الثلاثة الكبار إذا تأهل منتخبنا إلى نهائيات أولمبياد 2020 في اليابان؟‏‏


ماذا يريد أكثر من مطالبة معظم جماهير الكرة السورية ببقائه حتى نهاية التصفيات ولو من باب المشاركة في الدقائق الأخيرة؟‏‏


لأجل ذلك كله يبقى فراس أيقونة الكرة السورية خلال الألفية الثالثة وأحد ساداتها شخصية وحوراً وقيادة داخل المستطيل وسيبقى في ذاكرة عشاقها ردحاً طويلاً من الزمن.‏‏


محمود قرقورة‏

المزيد..