الأسبوع الفائت كان شاهداً على حدثين جللين في رحاب كرة القدم، الأول عودة الملك زين الدين زيدان لقيادة الملكي المدريدي بعد ثمانية أشهر من خلوده للراحة بملء إرادته بعد موسمين ونصف الموسم حقق خلالهما لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية كحدث وليد لأي مدرب في تاريخ المسابقة.
والثاني تألق الدون كريستيانو رونالدو ليقود السيدة العجوز إلى ربع نهائي دوري الأبطال إثر هاتريك غير عادي مجهضاً تقدم أتلتيكو مدريد 2/صفر في لقاء الذهاب.
زيزو عاد بشروطه بعدما وعدته الإدارة الملكية بميزانية يسيل لها اللعاب، ما يمكّنه من بناء فريق يستعيد الأمجاد ويعود قوة أوروبا الضاربة، وتناقلت وسائل الإعلام استعداد الإدارة الملكية لتقديم 300 مليون جنيه إسترليني لزيدان، إضافة لأي مبلغ يجلبه النادي من بيع أي لاعب، وهذه الميزانية كافية من وجهة نظر نقاد اللعبة لإعادة الريـال إلى وضعه الطبيعي سيداً للبطولة المحلية وكبير البطولة الأوروبية، والنقطة الأهم أن وجود زيدان سيكون عامل جذب لأهم لاعبي الكرة الأرضية ويعد تمثيل ريـال مدريد حلماً لكل لاعبي الكون.
تألق رونالدو في ليلة استثنائية ليس جديداً، فلطالما مارس الدولي البرتغالي هذا الدور في مواعيد كبرى كهذه، وأتلتيكو بالذات عاش الجحيم بمواجهة كريستيانو، وليس غريباً على بطل المسابقة خمس مرات، وإذا علمنا أن يوفنتوس تعاقد مع رونالدو لأجل لقب دوري الأبطال ندرك كم كانت ليلة عظيمة واستثنائية عندما تحولت دفاعات الأتلتي القوية إلى سهل ممتنع، والحقيقة الدامغة أن مرمى أتلتيكو يعد مفضلاً لسيد هدافي البطولة تاريخياً.
الآن كل الفرق المتأهلة تخشى إعصار يوفنتوس وتحسب ألف حساب لمواجهة كريستيانو القادر على تغيير مسار أي مباراة عندما يكون بذروة مستواه، ولا شك أن جماهير أتلتيكو مدريد باتت مؤمنة بأن خروج الفريق صفر اليدين هذا الموسم سيعزز فرص الاستغناء عن خدمات المدرب الذي يعد من بين الأبرز في تاريخ النادي.
محمود قرقورا