تابعت قبل تسعة أعوام الدورة الإقليمية السابعة للأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي عقدت في دمشق،
بمشاركة أكثر من 2000 رياضي من 23 بلداً حيث تم اختيار سورية للاحتفال بذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على إدماجهم في المجتمع.
في ذلك الوقت كان كل شيء يوحي بأن حدثاً كبيراً سيكون محط أنظار العالم، وفعلاً كان كذلك، وكانت من أميز الأحداث الرياضية التي استضافتها سورية، وأشاد الجميع بالتنظيم والاستضافة، وكل ما تم ترتيبه.
ما كان هذا ليحدث لولا الجهود التي بذلت منذ أن تم البدء في الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة رياضياً من أجل دمجهم بالمجتمع، فكانت الكوادر تعمل بدأب وضمن إستراتيجية عمل واضحة ومنهجية تنم عن دراية كاملة بتفاصيل العمل ووضوح الأهداف، فكان الحصاد وفيراً وأثمر التعب، الذي رعته أياد حنونة، وعقول متفتحة، وكان لمتابعة السيدة الأولى دور واضح في النجاح، وتبوؤ مركز الصدارة بطريقة العمل والتخطيط المثمر، دون أن أنسى بقية الكوادر العاملة وعلى رأسها الكابتن طريف قوطرش الذي أثبت كفاءة عالية في قيادة العمل بروح الفريق والجماعة، وبكل المسؤولية.
واليوم وبعد كل تلك السنين يشارك الأولمبياد الخاص بثاني أكبر بعثة في البطولة الإقليمية التاسعة للأولمبياد الخاص التي استضافتها العاصمة الإماراتية أبو ظبي ونال 45 ميدالية متنوعة، وبغض النظر عن تفاصيل المشاركة، لا بد من الإشادة والإشارة إلى التميز الذي يتم في هذا المفصل الهام، والذي يمكن اعتباره أنموذجاً صالحاً للتعميم، والاستفادة منه، كعمل مؤسساتي له قيمة إنسانية ورياضية، ويقدمنا للعالم بطريقة حضارية تليق بسورية.
لا أريد هنا المقارنة، بين عمل هيئة الأولمبياد الخاص، وبين الكثير من مفاصل عملنا الرياضي، ولا أن أدلل على مناقب هذا، ولا مثالب ذاك، بل أريد أن أوجه رسالة لمن يهمه الأمر لدراسة أسباب النجاح في هذا المفصل، والنظر إليه بعين المحب، والاستفادة منه، ليكون قدوة لمن يريد أن يثبت الكفاءة.
دروس وعبر كثيرة يمكن الاستفادة منها عبر هذا المفصل الذي يتشارك بالنجاح مع الاتحاد الرياضي العام، الذي تعمل كوادر عديدة منه في هذا المكان.
بسام جعيدة