ضربــــة حـــرة..الحياة موقف

تابعت كما تابع غيري من الإعلاميين والرياضيين، تراجيديا كرة القدم السورية في الأيام الأخيرة، والتجاذبات التي حصلت، وفصول رواية ليست وليدة اليوم ولا الأمس القريب،


بل حصلت تفاصيل مشابهة لها مع اتحادات كروية سابقة وما بين القيادة الرياضية، وتنتهي القصة بخسارة تصيب اللعبة في الصميم، وتتركنا نتحسر على أيام تمضي من عمر رياضتنا نقضيها بين مد وجزر، ولعبة شد الحبل، ولا نجني من ورائها سوى المزيد من الخيبات.‏‏


لن أستعرض هنا ما جرى، فالكل بات يعرف ما حصل، وما الدوافع والأسباب، المباشرة وغير المباشرة،(وهنا لا أقصد متانة حصون عكا التي درسناها في الصف التاسع)، بل سأعرج على مسألة مهمة وهي تتعلق بالموقف والقرار الجريء، ولماذا لا يكون لبعض الأعضاء سواء في الاتحاد أم في الإدارات أم غيرها من مفاصل العمل الرياضي، موقف حازم منذ البداية، فكيف يقبل عضو ما، أن يكون مجرد كومبارس في مكان ما، ويسكت لمجرد أن يتم ترضيته بتسمية ما، أو سفرة، أو بعض الفتات من هنا أو هناك، ليقال عنه “عضو ما” بينما هو مجرد تكملة عدد!‏‏


وعندما تقع الفأس بالرأس، ينبري هو وغيره، لشحذ لسانه ليتحدث عن الديكتاتورية، والانفراد بالقرار، وعدم منحه الصلاحيات، بينما هو منهمك في عمله الخاص، وينتظر سفراته، ولا يحضر الاجتماعات، ويمنح موافقاته مسبقاً، وأحياناً على الهاتف.‏‏


هذا نموذج موجود في غالبية اتحاداتنا، وأنديتنا، ولجاننا الفنية، وحتى في موقع القرار الرياضي بالمكتب التنفيذي، فكيف لهؤلاء أن يطوروا الرياضة، ويناقشوا مشاكلها، ويتابعوا نشاطها؟‏‏


من يقبل أن يكون مجرد كومبارس، وليس له قرار ولا رأي، ولا يتخذ موقفاً، ويترك العمل، ويرضى مقابل ذلك ببعض المنافع، ليس مؤهلاً لأن يكون في موقعه، ولا أن يعول عليه ليرفع من مستوى لعبته.‏‏


لا أقصد شخصاً بعينه، ولكنني سمعت، وعرفت، وعايشت أحداثاً رياضية لأشخاص من هذا النوع، ولهذا لم أعجب لما حصل في اتحاد كرة القدم من فصول تراجيدية، وما يحصل في بعض الاتحادات، وأن رياضتنا لن ترتقي بمثل هؤلاء، رؤيتهم مشوشة، ولا يملكون قرارهم حتى في أهم الظروف.‏‏


أي حديث لأي شخص من هؤلاء لا يمكن القبول به ولن يكون مقنعاً، إن لم يقله قبل أن “تقع البقرة” فالبطولة باتخاذ القرار في الوقت المناسب، وللمصلحة العامة فقط.‏‏


بسام جميدة‏

المزيد..