قبل أن يسافر المنتخب الأولمبي إلى المعسكرين الخارجيين من أجل التحضير للنهائيات الآسيوية في الصين، تابعت تمرينه في مدينة الفيحاء الرياضية، وتوقفت قليلاً مع طاقم التدريب بقيادة حسين عفش، وقبله التقيت في اتحاد كرة القدم مدير المنتخب جمعة الراشد بحوار طويل،
وقبل أن أسأل العفش عن حال المنتخب، لمحت في عينيه قلقاً كبيراً وتخوفاً من القادم، وعندما استفسرت منه عن الحال والأحوال، لم يكن راضياً عن منتخبه، لا فردياً ولاجماعياً ، وتحدث عن وجع مزمن، وعن غياب لأبجديات اللعب عند اللاعبين، و يبدو أنه سيتخذ قرار الابتعاد عن المنتخب، وأموراً أخرى، وتواعدنا على تدوين ذلك في حوار أوسع، ولكن حالت الظروف دون إجرائه، وجاءت نتائج المنتخب في المعسكرين الخارجيين جيدة نوعاً ما، وغشت الجميع، وخرجوا بقناعة أن هذا المنتخب قد يحقق شيئاً، وضممت هذا التفاؤل إلى ما أبداه أيضا الراشد، من تطمينات، ولكن يبدو أن ما حصل قبل السفر إلى الصين من استبعاد لبعض اللاعبين، وغيرها كانت تخفي وراءها الكثير من المنغصات.
ويبدو أننا لم ولن نجيد الاستفادة من الأخطاء والتراكمات السابقة فكانت النتيجة خروجاً مخزياً للأولمبي من النهائيات، إضافة لمنتخب “هش” في كل شيء، وبالتالي جاءت انعكاساً لسياسات التخبط الرياضي الذي نعيشه.
أي تبريرات سيتم تسويقها لن تعد مقنعة لأحد، وشماعة الأزمة وغيرها لن تجيد نفعاً، حتى ولو تصدى المدرب لتحمّل المسؤولية بشجاعة، لأن البدايات الخاطئة لن تفرز سوى هذه النتائج.
لن ألوم مدرباً قبلَ بمهمة تدريب أحد المنتخبات الوطنية، لأنه شرف له، بل وإضافة مهمة لتسويقه خارجياً أكثر كمدرب منتخب، بغض النظر عن نتائجه، وألوم من يقوم بالمحاصصة في انتقاء كوادر المنتخبات بعيداً عن المصلحة العامة.
منتخباتنا باتت حقل تجارب لكل من هب ودب، والجدل البيزنطي حول المدرب المحلي والأجنبي، لن ينتهي، ومسألة الراتب والتحضير وانتقاء اللاعبين ستبقى أسطوانة مشروخة في ظل غياب المحاسبة والاعتماد على الأكفاء، والدبلوماسية الظاهرة ما بين الفيحاء والبرامكة، لن تستطيع أن ترمم أو تخفي الهوة الموجودة، وكلاهما لايملكان أفقاً لتطوير اللعبة على أسس سليمة ومنهجية واضحة، لذلك ستطول الرواية، وتستمر لعبة شد الحبل على أشدها، وفهمكم كفاية.
بسام جميدة