وداع مؤسف للأولمبي.. وإشارات استفهام بالجملة ؟

دمشق – مفيد سليمان: ودّع منتخبنا الأولمبي مبكراً نهائيات أمم آسيا الثالثة تحت 23 عاماً التي تقام في الصين، لتتطابق التوقعات على أرض الواقع،


حيث لم يكن الشارع الرياضي في بلدنا متفائلاً، عكس ما كان عليه المنتخب مع مهند الفقير قبل عامين، فمن بداية التحضيرات كان المنتخب ضعيفاً وزاده ضعفاً عدم تأمين مباريات استعدادية قبيل الامتحان الفصل.‏‏



عشوائية ملموسة‏‏


بالعودة لمجريات المباريات الثلاث أمام أستراليا التي خسرناها بهدف لثلاثة وأمام كوريا الجنوبية التي انتهت صفر- صفر وأمام فيتنام التي انتهت صفر- صفر أيضاً لم نشعر بأي خطة مرسومة بأرض الملعب، ولم نشعر بالتغيير والتبديل المفيد المبشر بصنع الفارق، ولم نشهد لمسة مدرب في الأشواط الثانية التي يقال عنها أشواط المدربين، ولم نشهد نهايات هجومية فكان المهاجمون يتسابقون بإهدار الفرص، وغابت المهارات في المباريات الثلاث، مع قناعتنا بأن المدرب الوطني حسين عفش قد يكون طلب وحاول وتمنى إسعاد جمهورنا لكن هذه امكانياته، وبالنهاية هو المسؤول المباشرعن الإخفاق لأن الخيارات خياراته واتحاد الكرة امتثل لطلباته، فوافق على استبعاد الحارس يزن عرابي، واللاعبون هو من انتقاهم، ويهمس البعض بأن هناك أفضل منهم لكنه لم ير غيرهم.‏‏


وهو من وضع خطة التحضير وهو الذي ذهب إلى النهائيات بتصريحات متفائلة ولم نسمع أنه اشتكى أو اتهم اتحاد الكرة بالتقصير، ولكن ثبت منذ الخسارة أمام نادي الوحدة بالدليل القاطع أن المنتخب غير جاهز وبحاجة ﻹعادة نظر فكانت النتيجة العودة بسرعة قياسية إلى دمشق، والمقدمات السلبية نهاياتها سلبية وهذا ما حدث، فاللعب عشوائي والخطة ارتجالية، وكفانا استعراضاً فمدربونا مقاسهم فرق محلية فقط وهذه هي حدودهم، ومنتخباتنا الوطنية بحاجة لمدربين مفرغين وليس مدربين للسياحة والسفر، وما حدث مع الأولمبي يدعم فكرة التعاقد مع مدرب أجنبي للمنتخب الأول على أن يكون مشرفاً على بقية المنتخبات وهذا ما قاله المعنيون خلال المفاوضات الأخيرة مع المدرب الألماني أنطوني هاي.‏‏


أسباب ومسببات‏‏


درجت عادة الاعتماد على مدربين وطنيين يملكون شهادات تدريب ذات مستويات عالية لكن من دون خبرة تجعلهم منقذين ومبدعين، وبالتأكيد هذا لا يكفي، فشربنا مرة جديدة من كأس علقم الخروج.‏‏


كرة القدم لا تشترى بالأمنيات بل لا بد من توافر المواد الأولية للنجاح والإعداد الجيد والإشراف المباشر والانتقاء المميز ولا نعتقد أننا حققنا جزءاً من هذه المعادلة.‏‏


العمل على لياقة اللاعب وحدها لا تكفي ما لم تشفع بمباريات ودية مع فرق قوية، وما لم تتواز مع معسكرات خارجية وهذا كان غائباً.‏‏


المسيرة الظافرة للمنتخب الأول خلال رحلة التصفيات المونديالية كانت حافزاً لنا كي نعلي سقف طموحنا وكانت حافزاً للاعبينا كي يحاولوا التقليد ولكنهم لم يفعلوا.‏‏


والعودة إلى الدوري كما كان قبل الأزمة من حيث المستوى والحضور الجماهيري والتغطية الإعلامية جعلنا أكثر تفاؤلاً من ذي قبل وهذا لمسناه من الجميع، وبناء عليه لم يعد يقبل المتابعون العودة إلى الخلف وتقديم مستوى هابط وترك صورة سيئة عن كرة القدم السورية التي تعج بالخامات والمواهب، ولكن للأسف تركنا صورة سلبية مغايرة تماماً لما كان عليه المنتخب الأول.‏‏


لم نخدم أنفسنا !‏‏


ما حدث مع المنتخب الأولمبي مؤلم، إذ وصلنا إلى المباراة الأخيرة الأسهل نظرياً ونحن لا نمتلك مصيرنا بأيدينا والمطلوب تحقيق الفوز على فيتنام الأضعف نظرياً وانتظار خدمة في المباراة الثانية وهذه عادة منتخباتنا الأزلية، والمؤلم أكثر أن النتيجة الأخرى جاءت كما نشتهي ولكننا لم نفك رموز منتخب فيتنام الذي استعار (الكاتناشيو) الدفاعية من منتخب إيطاليا وهذا هو الفرق بين منتخب عرف ما له وما عليه وكيف يصل لمبتغاه، وبين منتخب أداؤه عشوائي وخطته مبهمة عقيمة.‏‏


مَن المسؤول عن عدم تسجيل أي هدف في المباريات الثلاث، فالهدف اليتيم الذي سجله لاعبونا خلال 270 دقيقة كان هدية من مدافع أسترالي ؟ والمنتخب غير القادر على زيارة شباك الخصوم لا مكان له بين النخبة الآسيوية بالتأكيد.‏‏


باختصار الكرة أحبت حسين عفش من البداية عندما تأهل بأسلوب دراماتيكي عقب الانسحابات بالتصفيات ثم فوز الهند على تركمانستان فوجد نفسه بالخطأ في النهائيات، وهناك في الصين ظنناه قادراً على تسلق سورها فسقط من عل ولا نعتقد أنه سيأخذ فرصة أخرى في تدريب منتخباتنا.‏‏

المزيد..