نتابع بخطوات حثيثة موضوع البحث عن مدرب بمستوى عالٍ لمنتخبنا الوطني الأول بكرة القدم، لكي نضرب به “عصفورين بحجر واحد” تدريب المنتخب و وضع منهجية لتطور اللعبة في سورية .
البحث الذي أوصلنا في وقت سابق لثلاثة مدربين أجانب، تم وضع عهدتهم بأمانة لجنة المدربين التي لم تنته لغاية كتابة هذه السطور من إنجاز مهمتها، وقد تكاثرت الطلبات من مدربين آخرين لكسب ودنا في هذه المهمة القادمة لمنتخبنا، وكما علمت هناك عدة مدربين أبدوا كامل الاستعداد للقدوم إلى دمشق، وتولي المهمة، في حال تم تذليل العقبات المالية، والتي لن يتم حلها قبل شهر على الأقل، كما عرفت من مصدر موثوق، وبعض هؤلاء المدربين تعهد أن يحل الموضوع بنفسه مع الفيفا، والبعض اصطدم حضوره بعدم رغبة زوجته بالمغامرة، وقصص كثيرة سمعتها، وقرأتها حول هذه الخاصية.
وما يهمنا جميعاً أن تكون كل السيناريوهات التي سمعتها، غير حقيقية في هذه المسألة، فهناك من “يمطمط” بالموضوع بشكل مقصود، ولا يهمه الوقت الذي يمضي قبل أن يأتي الاستحقاق الآسيوي المنتظر لمنتخبنا، لأنه يريد أن يعود للمربع الأول، كما يقال، ويعيد تجربة الاستعانة بمدرب محلي، لإثبات صحة نظريته الكروية، وهناك من ينتظر الأولمبي لكي ينهي استعداده، ويسلم الدفة لمدربه، وهناك عصي توضع في عجلات المنتخب من أكثر من مكان، بسبب التجاذبات، وحتى المصالح الضيقة، وهناك من هو مصمم على أن يقود المنتخب مدرب أجنبي مهما كلف الأمر، ولن يقبل بالعودة للوراء، بعد أن تشكلت قناعاته، من بعد قناعات الجميع، على أن لاعبي المنتخب مستواهم بات أعلى من أي مدرب محلي، ولابد من وجود مدرب يمنحهم جرعات فنية جديدة تساعدهم على توظيف إمكانياتهم المتميزة.
وبالمقابل أبدى أكثر من مدرب محلي، من نخبة المدربين سواء في الداخل أم الخارج، رغبته بتدريب المنتخب فيما لو توافرت لهم الشروط التي يطلبونها، وأقلها عدم التدخل بعملهم فنياً، ومنحهم الصلاحيات المطلقة، ومعاملتهم على الأقل بنصف معاملة الأجنبي، لأنهم سيتركون مصدر رزقهم في أندية وأماكن أخرى، ولابد من التعويض، وهم بذلك يدركون ما يقولون.
نراقب ما يجري، ونتمنى ألا يأتي موعد النهائيات دون أن نقرر ماذا نريد، وحتى ذلك الموعد سنكتفي بالدعاء، الذي اعتمدنا عليه في كل استحقاقاتنا القادمة، مع “شوية حماس” وبعض التصريحات التبريرية، والله الموفق.