مازالت القاعدة التحكيمية تعاني الأمرين سواء في وجود الرافد الحقيقي للحكام ناهيك عن ضعف مستوى غالبية حكامنا.
وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي اولته القيادة الرياضية في الفترة الماضية غير ان حكام السلة ما زالوا الحلقة الأضعف في مفاصل اللعبة، وما زالوا بعيدين عن اهتمامات القائمين على اللعبة، وخاصة أن نظام الاحتراف لم ينصفهم، ولم يشملهم، وكأنهم خارج تغطية اللعبة، ناهيك عن أنهم أصبحوا الشماعة التي يعلق عليها الجميع أخطائه، ومع قدوم اللجنة الجديدة بدأت بشائر إنفراج تلوح بالأفق لواقع الحكام وهمومهم وشجونهم، حيث نجحت اللجنة في التقدم بخطة لاتحاد السلة تتضمن اعتبار الحكام ضمن الحلقة الاحترافية نظراً لأهمية تواجدهم وتطور مستواهم مع تطور اللعبة، ورغم أن الاتحاد السابق رفع مذكرة تتضمن امكانية إدخال الحكام لمفاصل الاحتراف غير ان الطلب لم يلق حتى الآن أي آذان صاغية.
واقع صعب!
نجحت اللجنة الجديدة في الآونة الأخيرة في رفد القاعدة التحكيمية بحكام شباب تم تأهيلهم وزجهم في مباريات من أجل اكسابهم الخبرة، بعد ان ترك الأداء التحكيمي في المواسم الماضية الكثير من إشارات استفهام بعدما كثرت الصافرات الخاطئة، والتي أهدت الفوز لفريق على حساب الآخر، الأمر الذي وضعنا أمام حقيقة أن أغلبية حكامنا قد شاخت صافراتهم، وباتوا قاب قوسين أو أدنى من أبواب الاعتزال.
خط الدفاع
يلعب ضغط الجمهور في كثير من الأحيان دوراً سلبياً على أداء الحكام، وخاصة في المباريات الحساسة من عمر الدور السلوي لفئة الرجال، ويأتي هذا الضغط نتيجة عدة أسباب يأتي في مقدمتها عدم تمكن الحكام من صافراتهم نتيجة ضعف ثقافتهم التحكيمية، وهذا طبعاً لا ينطبق على جميع الحكام، لأن هناك حكاماً لهم شخصيتهم الاعتبارية القوية القادرة على ضبط أصعب المباريات، وإنما هناك الكثير من الحكام لا يملكون أدنى درجات الشجاعة لمواجهة ضغط الجمهور، أو تعالي أصوات المدربين واللاعبين، أما السبب الثاني فيعود لعدم وجود خط دفاع منيع للحفاظ على كرامة الحكام الذين باتوا الحلقة الأضعف، والشماعة التي يتعلق عليها الأخطاء، وهذه المسؤولية تقع على عاتق اتحاد السلة في إيجاد السبل الكفيلة لمنع أي تهجم على كرامة الحكام، وهناك أمثلة كثيرة حول تهجم اللاعبين والمدربين والجمهور على حكامنا من دون أن تكون هناك عقوبات رادعة أو أنظمة حماية الحكام، ووقتها سيكون حكامنا بمنأى عن الضغوط التي ذكرناها، وستكون صافرتهم قوية، وذات صوت عال لا يخشون العويل، ولا التهديد، وكل ذلك سيصب بمصلحة اللعبة، لأن الصافرة التحكيمية حلقة أساسية لا يمكن تجاهلها في عملية تطوير مفاصل اللعبة.