لن نعود إلى تقليب أوجاع المنتخب من جديد، فقد تم إشباعه نقداً وتحليلاً في مختلف وسائل الإعلام، ولكن سأعود لأذكر أن القادم للمنتخب من استحقاق في النهائيات الآسيوية لن يقل أهمية،
بل ومهم جدا لتكريس التفوق الملحوظ لمنتخبنا على الصعيد الجماعي والفردي للاعبين الذين ما بخلوا بتقديم نقطة عرق من أجل رفعة اسم سورية، ورسم البسمة على شفاه الجماهير.
ما أود قوله إن المنتخب يحتاج لمزيد من الجرعات التدريبية ذات المستوى العالي على الصعيد الخططي، مما يؤمن له التوظيف الأمثل لإمكانيات اللاعبين، وصهرهم في بوتقة اللعب الجماعي، وبالتالي القيام بعملية الربط من خلال خط وسط فاعل، وليس منفعلاً، يستطيع تركيز المباراة وفق تقديرات يرسمها المدرب ولا أحد سواه، وضرورة البحث أو إسناد مهمة لاعب ارتكاز لمن يجيد هذا الدور الذي افتقدناه، بات مهمة عاجلة، بعد أن لاحظنا هذا الغياب الواضح، كما أن التحرك دون كرة شيء مهم للمنتخب، دون أن ننسى ضرورة التثقيف النفسي والفني وحتى التحكيمي للاعبين، من قبل اختصاصين يقومون بهذا الدور، فليس من المعقول أن يأخذ لاعب إنذاراً مجانياً بسبب كرة ليست خطرة، والخصم ظهره لمرمانا، وليس بموقع التهديد، ويعود ليأخذ إنذاراً ثانياً “ببلاش” بموقع بعيد، ويحرم فريقه من جهوده، ويسبقه إنذاران للاعب مهم، من المفترض أن يكون محترفا، ويعرف ما له وماعليه ؟!
نحتاج لدراسة التفاصيل الدقيقة، والصغيرة منها، لأنها مؤثرة، ونحتاج لمدرب يعرف كيف يخرجنا من وجود حالة دفاعية موجعة ومزمنة، ويقدم الخيارات الصحيحة لتلافيها كما فعل المنتخب الاسترالي الذي يعاني كما نعاني.
نحتاج لمن يفرض طابعه على المنتخب، ويقدم لنا هوية للفريق، وتشكيلة مناسبة في النهائيات الآسيوية، ولايزج بلاعب لمجرد “تطييب الخواطر” في مباراة مفصلية، ويسحب لاعباً مهماً، دون سبب، ويحرم لاعباً من المشاركة بسبب اللغة والاندماج وغيرها من الأسباب غير المقبولة.
نحتاج لمن يعمل منذ اليوم وبصدق من أجل مشاركة مشرّفة في النهائيات، ولا يجهز التبريرات منذ الآن، في حال الفشل لاسمح الله.
نحتاج لمن لا يجد في نفسه الكفاءة والقدرة على المتابعة أن يكون شجاعاً وينسحب لكي نحترمه أكثر، لأن مصلحة الوطن أهم من المصالح الشخصية.
نحتاج لمن يدرك أن كرة القدم هي لغة الشعوب، وهي من توحد كلمتهم على المحبة، وماحصل في سورية خير دليل.
بسام جميدة