سطّر مانشستر سيتي صفحة لا تمحى من الذاكرة في الموسم الماضي عندما حاز الألقاب الإنكليزية المتاحة كلها، إذ حافظ على لقب الدوري برصيد قارب المئة نقطة، واكتسح واتفورد في نهائي الكأس واحتاج لركلات الترجيح على حساب تشيلسي في نهائي كأس الرابطة، وكي تكتمل الهيمنة حقق الدرع الخيرية مطلع الموسم على حساب ليفربول بركلات الترجيح إيذاناً بانطلاق الموسم الحالي.
تاريخياً لم يسبق لأي نادٍ زمن هيمنته أن حقق الألقاب الإنكليزية الثلاثة دفعة واحدة، سواء في عصر البريميرليغ أم زمن بطولة الدوري بمسماها القديم، ولكن ذلك ما كان ليتحقق بشيء من الأريحية لولا امتلاك بنك احتياطي مرعب يفوق الأساسيين في أندية أخرى من دون مبالغة.
يوم الثلاثاء الفائت التقى فريق الملايين مانشستر سيتي مع ساوثمبتون المثقل بتسعة أهداف من ضيفه ليستر في بطولة الدوري لحساب ثمن نهائي كأس الرابطة المحترفة، وضمّت التشكيلة المشاركة التي اعتمدها غوارديولا بين أساسيين واحتياطيين أسماء كبيرة أمثال: برافو وولكر وأوتاميندي وستونز وبرناردو سيلفا وأغويور ومحرز وغابريل خيسوس، ومن الطبيعي مواصلة الفريق مشوار الحفاظ على اللقب بثقة كبيرة وعزيمة صلبة وإرادة حديدية.
لو لم يمتلك المدرب الإسباني بيب غوارديولا الأدوات لما استطاع تحقيق الألقاب الثلاثة، ولو لم يكن مؤمناً بوجود الزاد البشري المطلوب لمباراة اليوم بين الفريقين لحساب المرحلة الحادية عشرة من الدوري لما غامر ببعض الأسماء المهمة غير آبهٍ بآفة الإصابات.
الكثيرون يهمسون بأن غوارديولا لا يدرب إلا الأندية الغنية القادرة على استقدام العناصر التي يريدها، وهذا صحيح ولكن لا يدحض بحال من الأحوال أنه صاحب مدرسة تدريبية عنوانها (التيكي تاكا) التي طبقها بنجاح في برشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي، وأعتقد جازماً أن إحرازه لقب الشامبيونزليغ مع غير برشلونة يرفع أسهمه كثيراً ليحتل مكانة أكثر رقياً مما هي عليه الآن، ويتخلص من مقولة إن ميسي توّجه بدوري الأبطال.
محمود قرقورا