كأس أمم إفريقيا جزائرية بامتياز..محرز حقق حلمه وماني ضاع أمله

الموقف الرياضي..زفّت القارة السمراء يوم التاسع عشر من تموز الجاري عريسها الجديد المنتخب الجزائري الذي جدد فوزه على السنغال بهدف مقابل لا شيء وهي نتيجة مباراة المنتخبين في دور المجموعات، ليكون النهائي الثامن الذي يتكرر في البطولة بين منتخبين تواجها في الدور الأول معاً.


هدف النهائي اليتيم سجله بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية وهو الهدف الأسرع بتاريخ المباريات النهائية، والملاحظ أن اللاعب ذاته هو الذي افتتح أهداف الخضر في النهائيات القارية، ليتزعم محاربو الصحراء القارة بعد تسعة وعشرين عاماً من لقبهم الأول وهي المدة الأطول بين تتويج وآخر بين كل المنتخبات التي عانقت اللقب، وكان الرقم السابق 27 عاماً فصلت بين لقب مصر الثاني 1959 ولقبها الثالث 1986.‏


‏‏‏‏


المستوى الذي قدمه المنتخب الجزائري طوال البطولة يخوله التتويج بغض النظر عن المستوى الشحيح في المباراة النهائية، والسبب الهدف المبكر وضرورة التتويج بعد سنوات عجاف طالت، والمصادفة وحدها جعلت الجزائر تسجل 13 هدفاً مقابل هدفين بمرماها وهو الرصيد ذاته الذي حصل معها عندما حازت اللقب في نسخة 1990، والملاحظ أن الجزائر وقتها فازت على نيجيريا في دور المجموعات والنهائي، والصورة كانت مماثلة بتجاوز السنغال في دور المجموعات والنهائي هذه المرة، وللمصادفة على تبادل الأدوار أيضاً فقد فازت الجزائر على السنغال في نصف نهائي 1990 بهدفين لهدف، وفي هذه النسخة فازت على نيجيريا في نصف النهائي بهدفين لهدف.‏


رياض محرز تفوق على ساديو ماني للمرة الثانية هذا الموسم بعدما تفوق عليه في صراع الدوري الإنكليزي، ولا خلاف أن عدم تتويج ليفربول يضعف حظوظ ماني للفوز بالكرة الذهبية وخاصة أنه أهدر ركلتي جزاء في البطولة كان ممكناً لو سجلهما الفوز بلقب الهداف، والحال كذلك لمحمد صلاح، ما فتح الباب على مصراعيه بين البرازيلي أليسون حارس ليفربول والمدافع الهولندي فان دايك، ويتنبأ المراقبون بأن حظوظ ميسي ورونالدو ضئيلة خلال هذه النسخة وربما يخرجان من قائمة الثلاثة الأوائل معاً.‏


وعرّاب التتويج لا شك هو جمال بلماضي الذي أشرف على قيادة المنتخب قبل عام وسار معه باقتدار نحو التتويج دون الاعتماد على اللاعب النجم، فقدم لنا مجموعة متناغمة منسجمة مكملة بعضها، وكلنا أصابته الدهشة بالمستوى غير العادي للاعب الوسط إسماعيل بن ناصر الذي اختير لاعب البطولة الأول وأفضل لاعب صاعد أيضاً فهو في ربيعه الحادي والعشرين، وكان طبيعياً اختيار حارس الأشقاء الجزائريين رايس مبولحي أفضل حارس مرمى، وفاز منتخب السنغال بجائزة اللعب النظيف.‏


بالتخصص‏


تتويج نيجيريا على حساب تونس في مباراة الترتيب أمر متوقع ويبدو أن نيجيريا متخصصة بإحراز المركز الثالث وحدث للمرة الثامنة من ثماني مباريات، مقابل ثلاثة تتويجات وأربع وصافات، لتكون قد حضرت في نصف النهائي للمرة الخامسة عشرة معادلة إنجاز زعيم البطولة منتخب مصر الذي حقق اللقب سبع مرات مقابل وصافتين والمركز الثالث ثلاث مرات والرابع ثلاث مرات، ويأتي ثالثاً منتخب غانا الذي وصل لنصف النهائي 14 مرة مقابل 10 مرات لساحل العاج و9 مرات للكاميرون و7 للجزائر وتونس.‏


التتويج الثاني لنيجيريا في هذه البطولة كان لمهاجمها إيغالو الذي تربع على عرش الهدافين برصيد خمسة أهداف.‏


أرقام‏


شهدت البطولة تسجيل مئة وهدفين وهو الرقم الأعلى بتاريخ النهائيات الاثنين والثلاثين ولكن نسبة التهديف من بين الأضعف بأقل من هدفين، واحتسبت 14 ركلة جزاء ضاع ست منها، وانقادت أربع مباريات لركلات الترجيح ليصبح العدد الإجمالي 34 مبارة بتاريخ المسابقة، وحسمت إحدى المباريات بالتمديد وكانت بين تونس والسنغال لمصلحة السنغال بالنيران الصديقة، ليصبح العدد الإجمالي 22 مباراة بتاريخ البطولة وشهدنا أربعة أهداف عكسية والأهداف الأربعة جاءت في مباريات أطرافها منتخبات عربية، إذ سجلت تونس بمرماها أمام غانا والسنغال وجاء هدف الفوز اليتيم للمغرب على ناميبيا بالنيران الصديقة، كما أن الهدف الأول للجزائر على نيجيريا في نصف النهائي كان عكسياً.‏


النسخة القادمة‏


جرت قرعة التأهل لنهائيات 2021 التي ستقام في الكاميرون، وجاءت الجزائر في المجموعة الثامنة مع زامبيا وموزمبيق وبوتسوانا، وحلّت تونس في المجموعة العاشرة مع ليبيا وتنزانيا وغينيا الاستوائية، وجاءت مصر في المجموعة السابعة مع جزر القمر وكينيا وتوغو، وستلعب المغرب في المجموعة الخامسة مع بوروندي وإفريقيا الوسطى وموريتانيا، بينما جاءت السودان في المجموعة الثالثة مع غانا وجنوب إفريقيا بانتظار المنتخب الرابع على ضوء الأدوار التمهيدية.‏

المزيد..