نودّع غداً البطولة القارية الأقدم بكرة القدم كوبا أميركا وبما أن التأهل لمنتخبين فقط لا بد أن نكون ودّعنا منتخبات كبيرة أو منتخبات مجتهدة كانت تستحق خوض النهائي، ومما لا شك فيه أن تأهل البيرو كان آخر ما راهن عليه النقاد بعد الخسارة بخماسية نظيفة أمام البرازيل، والحقيقة الدامغة أنه ما كان للبيرو أن تتأهل لولا نظام البطولة القاضي بتأهل أفضل منتخبين يحتلان المركز الثالث.
أول المنتخبات التي تحسّر على خروجها المراقبون منتخب كولومبيا الذي لم يتلق أي هدف ولا ينازعه في هذه الميزة إلا منتخب البرازيل الذي بلغ النهائي، وأظهر النمور رباطة جأش خلال دور المجموعات وخصوصاً أمام منتخب التانغو الذي تحوّل إلى ألعوبة بيد الكولومبيين.
ثاني المنتخبات هو السيليستي زعيم المسابقة الذي ودّع بسبب ظلم الكرة أمام البيرو من ربع النهائي بعد تقديمه عروضاً سخية ترجمها بالفوز الكبير على الإكوادور، والانتصار المطلوب على تشيلي لأجل الصدارة ولكن الحظ تخلّى عنه كلياً أمام منتخب البيرو الذي جرّ المباراة لركلات الترجيح ونجح.
ثالث المنتخبات هو الأرجنتين الذي لم يقنع في أربع مباريات حقق خلالها فوزين متوقعين على قطر وفنزويلا وتعادلاً بشق الأنفس مع البارغواي بعد الاستهلال بالخسارة أمام كولومبيا، لكنه أمام البرازيل كانت له الكلمة الفصل فنياً وإهداراً للفرص وتدخل الأخشاب، ولكن البرازيل فازت 2/صفر خلافاً لكل المجريات.
رابع المنتخبات هو اللاروخا حامل اللقب الذي كان يتطلع إلى اللقب الثالث توالياً وهو الذي صام تسعة وتسعين عاماً ليحتفل مع جماهيره عام 2015 باللقب الأول، وبعد احتفاظه بالنسخة المئوية عام 2016 بات على بعد خطوة واحدة من كتابة مفردة تاريخية تقول: لم يفز أي منتخب باللقب ثلاث مرات متتالية إلا الأرجنتين أعوام 1945 و1946 و1947 ولكن هذه الأمنية تبددت أمام البيرو التي قدمت أفضل مبارياتها.
السؤال المطروح عشية النهائي: هل تحفظ البرازيل ماء وجه الكبار بفضل صلابة دفاعها وقوة حارس مرماها أم تستمر البيرو في مفاجآتها وتحرز الكأس الثالثة، مع أن المنطق وعوامل التاريخ وجغرافيا الحضور تقول الكأس للبرازيل.