الوقت الضائع: التراجع الملحوظ

كل من يتابع مباريات الدوري الإسباني هذا الموسم يتبيّن له المستوى المنحدر لقطبي الليغا الكبيرين برشلونة وريـال مدريد، فالنادي الكاتالوني أهدر حتى الآن ثلاثاً وعشرين نقطة، إذ تعادل في أربع مباريات وخسر خمساً، مقابل إهدار خمس وعشرين نقطة لريـال مدريد إثر تعادله ثماني مرات وخسارته في ثلاث مباريات، وهذا الإهدار المروّع يجعلنا نؤمن بأن انعدام التنافس من الأندية الأخرى يجعل البطولة مخصصة لفريقين فقط.


اللافت للنظر أن برشلونة يعيش الموسم الأسوأ من حيث المستوى منذ بزوغ نجم ليونيل ميسي، وفي الاتجاه المغاير يعيش ملكي العاصمة انحداراً في الأداء وتذبذباً في النتائج بشكل يدعو للقلق عند محبي القلعة البيضاء، وهذا الانحدار لم نشهد مثيلاً له زمن المدرب الفرنسي زين الدين زيدان.‏


كلاهما خرج بشكل مبكر من كأس إسبانيا، وكلاهما لا يقدم المأمول على مستوى بطولة الدوري رغم أن اللقب بنهاية المطاف لن يغادر خزائن أحدهما، وفي دوري الأبطال لم يكن البرشا بيومه ونجا من خسارة وشيكة أمام نابولي في ذهاب دور الستة عشر، وهلل مشجعوه للتعادل الذي جاء بشق الأنفس، والملكي انحنى أمام جماهيره بالخسارة المستحقة أمام مانشستر سيتي الإنكليزي بهدف لاثنين مع مضاعفات أهمها إشهار البطاقة الحمراء بوجه قائده سيرجيو راموس وغيابه عن لقاء الرد، ما جعل إمكانية الخروج من دور الستة عشر واردة بقوة.‏


البلوغرانا غيّر جلده التدريبي ولم يتحسن المردود، والميرنغي بدأ الموسم الجديد مع زين الدين زيدان كلمة سر الشامبيونزليغ، ولكن حتى في دوري الأبطال لم يعد ذاك الفريق القادر على تجاوز المغاطس الساخنة، والخسارة أمام باريس سان جيرمان بثلاثية نظيفة رسمت الكثير من علامات الاستفهام حيال إمكانية استرجاع اللقب الذي حازه ليفربول في النسخة الماضية.‏


محمود قرقورا‏

المزيد..