هل يستطيع اتحاد السلة تحضير المنتخب الأول بشكل مثالي

متابعة – مهند الحسني:متابعة – مهند الحسني:


لم يتحرك اتحاد كرة السلة ولا لجنة منتخباته الوطنية حتى الآن بعد انتهاء جميع فعاليات ومسابقات الدوري والمؤتمر السنوي في اتجاه تحضيرات المنتخب الأول الذي تنتظره مشاركة مهمة وقوية في التصفيات الآسيوية، وسيلعب في مجموعة قوية تضم منتخبات السعودية وقطر وإيران، وعلى الرغم من أن الاتحاد الآسيوي قرر تأجيل موعد التصفيات الآسيوية التي كانت مقررة في شهر تشرين الثاني القادم،‏


‏‏‏


لمنتصف شهر شباط، و جاء لمصلحة اتحاد السلة الذي وجد نفسه قبل قرار التأجيل في وضع صعب لكونه مطالباً بتحقيق نتائج على صعيد لمنتخبات الوطنية، إضافة إلى أن الوقت لم يكن في مصلحته، وتحضير المنتخب سيكون صعباً في ظل الظروف الحالية التي تمر بها سلتنا الوطنية.‏


لكن بالمقابل، هذا القرار أعطى الاتحاد ثقة أكبر، وأريحية زائدة بالعمل، والتخطيط لدخول معترك التصفيات بنفس جديد، وروح قتالية قوية، وبتشكيلة مثالية من اللاعبين، وتأمين كل ما يلزم تحضيرات المنتخب على نار هادئة بعيداً عن المنغصات التي قد تعترضها، وتحضير المنتخب هذه المرة يجب أن يكون غير شكل، ومخالفاً للإعداد الروتيني الملل الذي اعتاده منتخبنا منذ سنوات، ولابد من توفر أمور جديدة حتى نتمكن من أن تكون مشاركتنا جيدة ومفيدة في الاستحقاقات القادمة.‏


توفر‏


من المتعارف عليه أن الرياضة أصبحت صناعة، وهي بحاجة لتوفر الكثير من المقومات والأرض الخصبة لتطويرها، وعند إعداد أي منتخب وطني لابد من أن نؤمّن له الكثير من الإمكانات المادية تماشياً على ما يقدم في الدول المجاورة، من تنفيذ ما تم تخطيطه لتحضيراته من معسكرات خارجية، و مباريات احتكاكية بعيداً عن المعسكرات المجانية التي باتت ماركة مسجلة في عرفنا الرياضي، وإذا كنا ننتظر الهبات والعلاقات الشخصية لإقامة هذه المعسكرات للمنتخب القادم، متى سيصبح اتحاد السلة مبادراً في هذا الشأن، وينتقي ما يناسبه من معسكرات ومباريات تتلاءم مع مسيرة الإعداد بعيداً عن هيمنة المكتب التنفيذي.‏


وفي نفس السياق فإننا نمتلك الكثير من الكوادر المحلية القادرة على تقديم الكثير لمنتخبات الوطنية في حال توفرت لها أبسط مقومات العمل الرياضي، لذلك علينا أن نولي كوادرنا الوطنية كل الاهتمام والرعاية واعتبارها مفتاحاً للنجاح بعد أن أثبت الكثير من مدربينا الوطنيين علو كعبهم، وحققوا نتائج ملفتة لسلتنا الوطنية في الفترات السابقة.‏


انطلاقة التحضيرات‏


أيام قليلة ونبدأ من جديد برحلة جديدة مع المنتخب الوطني الذي سيشارك في العديد من المشاركات يأتي في مقدمتها التصفيات الآسيوية، وإذا كان هدف القيادة الرياضية واتحاد السلة تسجيل مبدأ الحضور الرسمي لا أكثر، فإن تحقيق نتائج مشرّفة ترضي جمهورنا الرياضي مطلوب هو الآخر، واتحاد السلة سيكون أمام اختبار جديد ليثبت مدى قدرته على تقديم شيء جديد للمنتخب، وعليه إعلان حالة الاستنفار القصوى لتأمين ما يلزم خلال فترة تحضيره، وعليه البدء في تكليف واختيار طاقم تدريبي وطني بعدما قطعت القيادة الرياضية الطريق أمامه للتعاقد مع مدرب أجنبي، ومنح هذا الطاقم كامل الصلاحيات من أجل العمل بهدوء وتروٍ لمتابعة ما بقي من مباريات الدوري، واختيار اللاعب الأفضل لتمثيل المنتخب.‏


معسكرات‏


دعونا نعترف أن الحماس وحده لا يمكن أن يصنع منتخباً، ونجاح أي منتخب لا يمكن أن يأتي ويتحقق دون تعب وبذل الكثير من الجهود، وتأمين أبسط مقومات التحضير، فكان سقف تطلعات تحضيرات منتخبات السلة لا يتعدى حدود الصالة التي تتمرن بها، بحجة ضيق ذات اليد، وشح الإمكانات المادية، في الوقت نفسه نرى بذخاً سخياً في بعض الألعاب، وما تم صرفه على بعض السبّاحين المقيمين خارج حدود الوطن في السنوات القليلة الماضية كان كافياً ووافياً لإقامة معسكرات لمنتخبات السلة في أفضل الدول المتطورة باللعبة، لذلك على الاتحاد أن يكون خط الدفاع المنيع ضد كل من يحاول أن يضع العصي في عجلات منتخباته، ويطالب بقوة تأمين معسكرات تعود بالفائدة الفنية للمنتخب قبل مشاركته المهمة.‏


رعاية وبحث‏


لا يتوانى اتحاد السلة في كل مناسبة في استعراض قدرات أعضائه، ومدى قدراتهم على العطاء والتجديد، حتى خلنا في أنفسنا أن هذا الاتحاد لن يعترضه شيء، وعصر الصخر سيكون لديه هيناً في سبيل تطوير منتخباته، لكن ثمة أسئلة باتت تؤرق الكثيرين، أين دور اتحاد السلة في عملية بناء منتخباته ؟ طبعاً لن نستعرضها لأن ذلك بحاجة إلى مجلدات، لكن ما سنشير إليه هو الجانب الذي ينأى الاتحاد إظهاره في هذا الشق، ويكتفي دائماً بإلقاء اللوم على القيادة الرياضية، ويتهمها بشكل مبطن بالتقصير، وعدم تلبية متطلبات منتخباته، وإذا افترضنا جدلاً أن ما يتحدث عنه صحيح، وبأن القيادة الرياضية عاجزة عن تقديم أي مساعدة لمنتخبات السلة، فالسؤال هنا أين دور اتحاد السلة في البحث عن شركات راعية لهذه المنتخبات، وخاصة أن البلد بدأ يشهد انفراجات بجميع مفاصل الحياة، ومنها الاقتصادية؟ وأين دور لجنة التسويق التي اتحفنا بها، وبمن يرأسها؟ حيث تم وصفه بأنه المنقذ لعذابات سلتنا ومنتخباتها، وبأن الشركات التجارية ستلهث وراء منتخباتنا في عهده، وبأن وبأن إلى ما شاء الله، لنلمس بأم أعيننا بأن كلامه وشعاراته لم تتعد الزوبعة بفنجان قهوة على قارعة الطريق.‏


خلاصة‏


الزمن لن يرحم تأخرنا، فهل يصحو اتحاد السلة ويطلب أبسط ما تتطلبه منتخباته، أم سيكون الحال على ماهو عليه، وتبقى منتخباتنا أسيرة الظروف؟‏


أخيراً جهد بذلته في هذه الأسطر لأثبت بديهيات تحضير المنتخبات، فأي منتخبات وطنية عصرية ومتطورة تلك التي أصبحت البديهيات تحتاج لجهد من أجل إثباتها؟‏

المزيد..