الوقت الضائع..العرب والعرس الأسمر

تخوض المنتخبات العربية امتحاناً شاقاً لاستعادة هيبتها بين كبار القوم في القارة السمراء، حيث استرجاع اللقب ضرورة ملحة وخاصة أن العرب في المونديالات الأخيرة لم يكونوا سائدين عددياً، ففي مونديالي 2002 و2006 اقتصر الحضور على نسور قرطاج، وفي مونديالي 2010 و2014 حفظ محاربو الصحراء الجزائريون ماء وجه العرب، حتى كان الحضور ثنائياً عبر مصر والمغرب في المونديال الروسي.


قيام البطولة على الأراضي العربية نصر مهم مساعد لكنه ليس على الدوام، فمن أصل اثنتي عشرة استضافة للدول العربية بقي اللقب في خزائنها سبع مرات، فمصر حققت اللقب في ثلاث من استضافاتها الأربع، والسودان والجزائر وتونس احتفلت بالتاج أمام جماهيرها، واللقب السابع كان في النسخة الأولى عندما توج منتخب الفراعنة في السودان.‏‏‏


والإخفاقات الخمسة حدثت في تونس 1965 لمصلحة النجوم السوداء الغانيين، و1974 في مصر لمصلحة سفير المونديال المخجل وقتها منتخب زائير، وليبيا 1982 عندما أحرز اللقب الغانيون، والمغرب 1988 عندما تخلّى بودربالة ورفاقه عن التألق في مونديال 1986 فاستسلموا لقدرهم أمام الكاميرون بحضرة أحد عباقرتها روجيه ميلا، ولم يستفد التونسيون من الاستضافة 1994 عندما أبدع النيجيريون فاستحقوا اللقب.‏‏‏


منتخب مصر زعيم البطولة التاريخي الآمال معقودة على رمزه الحالي محمد صلاح، ومن شاهد أبناء الكنانة في المحفل الماضي عندما وصلوا إلى النهائي بعد الغياب لثلاث نسخ متتالية يقر بأنهم الطبق الأهم على مائدة الكرة الإفريقية وأسياد اللعبة بكل المقاييس في القارة وكم تأثيرهم كبير.‏‏‏


خلال النسخة الجديدة يدخل الجزائريون بحظوظ أقل عما كان عليه الحال في النسخ الي تلت مونديال 2010 بينما المنتخبان المغربي والتونسي حظوظهما وافرة وخاصة أن المغرب يقودها المدرب المتمرس الفرنسي رينار الذي حقق اللقب مع زامبيا وساحل العاج ليكون الوحيد الذي حقق اللقب مع منتخبين مختلفين.‏‏‏


مصر تبقى فخر العرب وأملهم الأكبر نظراً للخبرة والعراقة وعاملي الأرض والجمهور ووجود محمد صلاح.‏‏‏

المزيد..