محمود قرقورا..افتتح مساء أمس كرنفال القارة السمراء بكرة القدم بنسخته الثانية والثلاثين، والعرس مرتقب نظراً لكون عدد المنتخبات ارتفع إلى أربعة وعشرين منتخباً ولوجود العديد من المنتخبات الطامحة للتتويج،
وعلى رأسها المنتخب المصري الشقيق بفضل عاملي الأرض والجمهور معولاً على خدمات أيقونته الحالية محمد صلاح ملهم ليفربول الذي أضحى ثاني لاعب عربي يفوز باللقب القاري ( دوري أبطال أوروبا ) الأهم على صعيد الأندية بعد الجزائري رابح ماجر، وصلاح يضع عصارة جهده للتتويج كي يعزز حظوظه للفوز بالكرة الذهبية التي لم يحزها أي لاعب عربي من قبل.
وإذا كانت النجمة الثامنة مطلب أبناء الكنانة فإن حال محاربي الصحراء الجزائريين ونسور قرطاج التوانسة ومنتخب المغرب الشقيق يسعون لاستعادة ذكريات التتويج، وقد فاز كل من المنتخبات الثلاثة مرة واحدة باللقب، واللقب اليتيم آن أوان تثنيته من وجهة نظر نقاد اللعبة وخصوصاً أن البطولة مقامة على الأراضي العربية، وكلنا أمل أن يكون اللقب عربياً مع مشاركة خمسة منتخبات تتكلم لغة الضاد للمرة الأولى.
مضى على تتويج الجزائر قرابة ثلاثة عقود وتحديداً منذ استضافتهم العرس القاري أيام طيب الذكر رابح ماجر عام 1990 ومضى على تتويج المغرب ثلاثة وأربعون عاماً أيام الهداف التاريخي للأشقاء فرس أحمد ومصدر تفاؤلهم هذه المرة المدرب رينار الفائز باللقب مرتين وهذا لم يحققه مدرب آخر، بينما مضى على تتويج المنتخب التونسي خمسة عشر عاماً.
والمنطق يقول إن مشاركة موريتانيا لن تكون أكثر من الحضور المشرف وخاصة أنها تحضر للمرة الأولى معتبرة ذلك إنجازاً وهذا كبد الحقيقة.
مفاجآت
كرنفال القارة السمراء غالباً ما يحفل بالمفاجآت خلافاً لما هو عليه الحال في البطولة الآسيوية الخالية من المفاجآت بشأن هوية المتوجين على مر تاريخها البالغ قرابة ستة عقود ونيف، وحتى على صعيد المباريات تكاد النتائج الغريبة تنحسر، وهذا ما يميّز البطولة الإفريقية ولاسيما خلال العقدين الأخيرين، لدرجة أنه يصعب التخمين بهوية البطل، وما حدث في تصفيات النسخ الأخيرة خير دليل، فغابت مصر والكاميرون ونيجيريا عن بطولة 2012 واتجهت التوقعات نحو غانا وساحل العاج فكان لزامبيا رأي آخر.
واستمر غياب الكاميرون ومصر وعاد النيجيري إلى بطولة 2013 ليتوّج باللقب خلافاً للتوقعات، وسقط النسر النيجيري في تصفيات 2015 ومعه مصر على حين عادت الكاميرون أحد المرشحين للفوز بالكأس ولكن الكلمة كانت إيفوارية بعد ربع قرن من تتويجها بغياب نيجيريا أيضاً.
الظهور الأول للأبطال
انطلقت المباريات أمس بلقاء مصر وزيمبابوي التي كان مقرراً قيادتها التحكيمية من قبل الغابوني غاساما، ولكن وفاة والدته أجبرت الاتحاد الإفريقي على تعيين حكم بديل ريثما يعود غاساما من واجب العزاء.
اليوم تلعب استكمالاً للمجموعة الأولى جمهورية الكونغو بطل المسابقة مرتين مع أوغندا التي تشارك للمرة السابعة.
نيجيريا حاملة اللقب ثلاث مرات تستهل مشوار المجموعة الثانية بمواجهة أحد ضيوف المسابقة بوروندي.
الظهور الأول للمغرب بطلة 1976 ضمن المجموعة الرابعة سيكون غداً أمام ناميبيا التي تحضر للمرة الثالثة، وبعد غد تتقابل ضمن المجموعة ذاتها ساحل العاج البطل مرتين مع جنوب إفريقيا حاملة اللقب 1996.
وغداً تبدأ الجزائر ضمن المجموعة الثالثة حملة البحث عن اللقب الثاني أمام كينيا العائدة بعد خمسة عشر عاماً، وبعد غد سيكون الظهور الأول لتونس بطلة المسابقة 2004 بمواجهة أنغولا الحاضرة للمرة الثامنة ضمن المجموعة الخامسة.
يوم الثلاثاء تبدأ الكاميرون حملة الدفاع عن اللقب ضمن المجموعة السادسة بمواجهة غينيا بيساو، بينما تبدأ غانا حاملة اللقب أربع مرات آخرها 1982 بلقاء بينين ضمن المجموعة عينها.
الأبطال السابقون
أربعة عشر منتخباً دُوّنت أسماؤها بلائحة الأبطال وهي حسب الأكثرية والتسلسل كالتالي: مصر سبع مرات أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010، ثم الكاميرون خمس مرات أعوام 1984 و1988 و2000 و2002 و2017 وغانا أربع مرات أعوام 1963 و1965 و1978 و1982 ثم نيجيريا ثلاث مرات أعوام 1980 و1994 و2015، وفاز باللقب مرتين جمهورية الكونغو عامي 1968 و1974 وساحل العاج 1992 و2015 وأحرز اللقب مرة واحدة كل من إثيوبيا: 1962، السودان: 1970، الكونغو: 1972، المغرب: 1976، الجزائر: 1990، جنوب إفريقيا: 1996، تونس: 2004، زامبيا: 2012.