الوقت الضائع ..السحر اللاتيني

نستقبل مسابقة كوبا أميركا على الأراضي البرازيلية، ولطالما اشتهرت البطولة عن غيرها بالسحر الكروي الخالص والمهارات الفردية الفذة التي لا نشاهدها في بطولة أخرى.


قارة أميركا اللاتينية تضم عشرة اتحادات كروية ومع ذلك تحظى بنصيب وافر في المونديال بواقع أربعة مقاعد ونصف المقعد وغالباً ما يجبر إلى خمسة، والاستثناء الوحيد كان في مونديال 2006 يوم أزاح الكنغارو منتخب السيليستي الأورغوياني.‏


وحدهما منتخبا الإكوادور وفنزويلا لم ينضما لقائمة المتوجين في العرس الذي انقضى منه خمس وأربعون نسخة، ووحده منتخب فنزويلا لم ينل شرف المشاركة في أي من النسخ المونديالية.‏


العالم أجمع يترقب البطولة الجديدة والعيون ترنو إلى منتخب السامبا الذي يحالفه التوفيق كلما استضاف البطولة، ومشكلته هذه المرة غياب نجمه الأول نيمار وهذا لا يستهان به.‏


وعدسات الكاميرات تلاحق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب كرة قدم في العالم، حيث بدا موسمه شبه خرافي في البداية حتى كانت النكسات قرب النهاية، فخرج من نصف نهائي دوري الأبطال أمام ليفربول بريمونتادا مؤلمة ألغت التفوق الميساوي والبرشاوي ذهاباً بثلاثية نظيفة، ثم تعرّض للخسارة في نهائي كأس ملك إسبانيا أمام فالنسيا.‏


ميسي عموماً قدّم موسماً عالي المستوى فردياً وتخطى حاجز الخمسين هدفاً واعتلى قائمة هدافي الدوري ودوري الأبطال وهو صاحب الرصيد الأعلى بين هدافي الدوريات الأوروبية الكبرى، ولكن كل ذلك يجابه بالسؤال:‏


ماذا فعل ميسي مع المنتخب؟ أين سحره مع الألبيسيليستي مقارنة مع إبداعاته في صفوف برشلونة؟‏


المنطقيون يقولون الحظ يعانده بدليل خسارته ثلاثة نهائيات لكوبا أميركا إضافة لنهائي مونديال 2014 والمتطرفون ينسون كل ذلك ويعزفون على وتر الإخفاق.‏


البرازيل فردت جناحيها لاستقبال السحر اللاتيني وميسي ليس له جمهور في البرازيل إلا جماهير الأرجنتين وحدها، والتاريخ يشير إلى عدم تتويج عازفي التانغو في بلاد السامبا، الأمر الذي ينبئ بإخفاق جديد على الصعيد الدولي لميسي جماعياً، فهل يكون فردياً عكس ذلك؟‏

المزيد..