الوقت الضائع…الانهزام النفسي

كل من تابع مباراة برشلونة وفالنسيا في نهائي كأس ملك إسبانيا اقتنع بأن البلوغرانا لم يستفق بعد من كابوس ليفربول غير المتوقع، واعتراف ميسي بأن الخسارة أمام ليفربول بالأربعة صدمتها كانت أشد من الخسارة في نهائي مونديال 2014 يؤكد ذلك.


بالتأكيد لو كان برشلونة طرفاً في المباراة النهائية للشامبيونز لتوّج بالكأس المحلية دون عناء، وهذا يدعم بأن الجانب المعنوي في كرة القدم يكاد يكون العنصر الأهم زمن كرة القدم الحديثة التي تلعب على جزئيات صغيرة أهمها العامل الذهني.‏


اللعب تحت الضغط يكون وقعه صعباً على اللاعبين وهنا يبرز دور المدرب المطالب بتخفيف الوطء عن اللاعبين، ونذكر أن البرازيل عندما كانت تخفق تباعاً في كأس العالم ارتأى مدربها فينسينت فيولا خلال مونديال 1958 ضرورة اصطحاب الطبيب النفسي وكان الحصاد مثمراً.‏


والمدرب البرتغالي مورينيو كانت يتعمد قبل مباريات الديربي في البرتغال أن ينزل إلى أرض الملعب قبل لاعبيه كي يفرّغ جمهور الخصم شحناته العدائية بوجهه شخصياً وينأى بلاعبيه عن ذلك وهنا بيت القصيد.‏


المنتخب الألماني الغربي عندما خسر أمام نظيره الشرقي في مونديال 1974 مع انتهاء دور المجموعات تدخّل اتحاد الكرة الألماني وقتها وأعطى صلاحيات واسعة لقائد المانشافت يومها بيكنباور كي يساهم مع المدرب المساعد ديرفال في تلافي الصدمة.‏


ما حدث مع برشلونة عجز عن إيجاد مخرج له المدرب فالفيردي رغم أن إدارة النادي أعطت الأمان للمدرب وليونيل ميسي برأه من دم رباعية ليفربول، وربما تصريح ميسي كان خطوة ذكية لاستعادة المعنويات قبل نهائي الكأس ولكن ذلك لم يكن كافياً، والآن يقترب فالفيردي من المغادرة بعد موسمين حافلين بالألقاب المحلية وغاب عنها اللقب الأوروبي الكبير الذي حققه من قبل كرويف ورايكارد وغوارديولا وإنريكه وهذا هم الأهم، وبالتالي فقد أسهمه داخل البيت الكاتالوني ورحيله متوقع.‏

المزيد..