مهند الحسني..التلميذ الكسول يلقي اللوم دائماً على أدواته، لم أجد أدق من هذا المثل الصيني لأدخل في تفاصيل عمل اتحاد كرة السلة بما يخص إعداد منتخباته الوطنية،
فهو لم يتمكن منذ توليه لمهامه من إعداد منتخب يقينا شر النكبات والنكسات، فعلى العكس تماماً باتت منتخباتنا الحلقة الأضعف، وتستبيح سلتها جميع المنتخبات، فالمنتخبات العربية التي كانت تتمنى أن تلعب مع منتخباتنا لتأمين فرصة احتكاك معنا، بتنا نخسر أمامها بفوارق رقمية مخيفة، والشيء الذي يجعلنا نطلق الآهات والحسرات، هو الصمت المطبق من قبل اتحاد اللعبة بعد هذه الخسارات التي لحقت بسلتنا في التصفيات العالمية الأخيرة على أقل تقدير، وكأن أمر سلتنا ومنتخباتها لم يعد يعنيه بشيء، وبات كل همه المناصب الفخرية لا أكثر.
أعذار وحجج
كفانا أعذاراً وحججاً، فبعد كل هزيمة تمنى بها منتخباتنا يسارع اتحاد السلة إلى إطلاق شعارات رنانة هدفها إبعاد نظر الغيورين على سلتنا لهذه الهزائم، فكل يوم عذر وحجة جديدة، حتى وصل بنا الأمر إلى أننا بتنا نصدر الأعذار والحجج قبل أي مشاركة.
صحيح أن الأزمة كان لها آثار سلبية على واقع السلة السورية بكل مفاصلها، لكن هذا لا يعني أننا نستسلم ونبقى نتغنى بأمجاد الماضي دون أي حراك جديد، فلو كان الاتحاد الحالي يملك رؤية مستقبلية للعبة لكان وضع خطة منذ بداية الأزمة، وقام بإعداد منتخب من فئة الأشبال على أسس سليمة وعلمية، و لابد من أن يخطف ثمار عمله بعد مرور ثماني سنوات، ولكان وجد أمامه منتخباً يليق بأن يمثل سلتنا في أقوى البطولات، ولو كانت لديه تلك الرؤية بعد هجرة عدد كبير من مدربينا، لعمل على صناعة مدربين شباب بطريقة مثالية، وهم كثر في أروقة أنديتنا، لوجد الآن أمامه كوكبة من أفضل المدربين، ولو كان يمتلك الرؤية الصحيحة لعمل على رفد القاعدة التحكيمية بحكام شباب، ووفّر لهم الأجواء المناسبة، لنجح في خلق جيل تحكيمي واعد يمثلنا في البطولات القارية، ولو كان يمتلك الرؤية الثاقبة لعمل على تطوير مستوى أنديته التي ما زالت تعتمد على لاعبين أكل الزمان عليهم وشرب، ولم يسمح لها في أن تتنازع على ضم لاعب تجاوز عمره السابعة والثلاثين، ولو كان يمتلك الرؤية الناجحة لعمل على وضع نظام دوري يخدم ويطور اللعبة، لا يوجد فيه مباريات طابقية وفوارق فنية كبيرة بين الأندية المشاركة، ولو كان يمتلك القوة والحرية في اختياراته لاختار أفضل الأعضاء الذين يرغبون في خدمة سلتنا، لا أعضاء رغبتهم السفر والاستجمام والسياحة، ولو كان لديه قوة اتخاذ القرار لانتفض على أعضائه المبتعدين، واتخاذ القرار المناسب بحقهم، وأتى بالأفضل منهم، لكن هيهات هيهات، لذلك كفانا أعذاراً وحججاً التي لم تعد تنطلي على طالب في المرحلة الإعدادية.
خلاصة
أيها السادة، سلتنا اليوم و أكثر من أي يوم تعاني الآمرين، فلا هي أفلحت بمنتخباتنا الوطنية، و لا نجحت في تنظيم مسابقاتنا المحلية، ولا في إيجاد أعضاء أكفّاء يديرونها، فنتائجنا الحالية على كافة الأصعدة هي نتاج عمل هكذا اتحاد بجميع أعضائه.