سعت البرازيل جاهدة بكل ما تملك لاستضافة العرس الأولمبي رغم ما تعانيه من مشكلات سياسية وضائقة اقتصادية واضطرابات اجتماعية بهدف توجيه رسالة للعالم أجمع أن هذه المشكلات تبقى جانباً عندما يتعلق الأمر بسمعة بلد له مكانته على الصعيد الرياضي.
كثيرون شككوا بإمكانية نجاح البرازيل التي دخلت التاريخ بكونها أول دولة لاتينية تحظى بثقة اللجنة الأولمبية الدولية، وبالفعل اتفق السواد الأعظم في بلاد السامبا بمن فيهم خمسة وثمانون ألفاً بين جندي وضابط على ضرورة النجاح من حفل الافتتاح الذي يعد نافذة وإطلالة إلى حفل الختام.
حفل الافتتاح الذي كلّف نصف القيمة المادية لافتتاح أولمبياد لندن بهدف ضغط النفقات وامتصاص موجة غضب الشارع البرازيلي عكس مختلف أوجه الثقافة البرازيلية وتضمن رسائل هادفة رغم بساطته فطلبت إحدى اللوحات من كل رياضي زرع بذرة نباتات تنمو أشجاراً ترمز إلى الخير والعطاء، والرسالة الأسمى في اليوم الأول الدعوة إلى التفاؤل ونبذ الخلافات والتعصب وضرورة العيش بسلام وأمان وتسامح.
وشاهدنا مناظر بهيجة أثناء تقديم الوفود المشاركة بداية من الوفد اليوناني الذي له الأولوية وانتهاء بوفد البلد المنظم، وإذا كان غياب بيليه شكّل غصة عند عديد الجماهير المتيمة بالأسطورة الكروية فإن بديله في إيقاد الشعلة هو العداء فانديرلي دا ليما كان خياراً موفقاً كرد اعتبار للعداء البرازيلي الذي سُلبت منه الميدالية الذهبية في سباق الماراثون عام 2004 عندما اعترضه مشجع إيرلندي أبعده عن مسار السباق ليكتفي بالبروز حينها وتلك رسالة هادفة أيضاً، واتفق الجميع على أن الروح الرياضية هي التي تفوقت بالنهاية.
حفل الختام جرى في أجواء مبهرة رغم رداءة الطقس من رياح عاتية وأمطار غزيرة فكان عامراً بالاحتفال والعاطفة والسعادة والوفاء بالواجبات والكثير من الرقص الشعبي المحبب على مدار ثلاث ساعات، بعد سبعة عشر يوماً من النفير العام لترك الانطباع المطلوب عند كل الزائرين وتحققت الرسالة المطلوب بثها من وجهة نظر الأغلبية، كما أن تحطيم 72 رقماً بواقع 24 رقماً عالمياً و48 رقماً أولمبياً وولادة أبطال جدد في ألعاب الكرات يؤكد النجاح الفني، والكرة الآن بملعب الحكومة البرازيلية للحد من البطالة وبناء المدارس والمستشفيات وتحسين الأحوال المعيشية للمواطن البرازيلي.