وقفة..فوضى وشغب

تفاءلنا خيراً بعودة النشاط إلى ملاعبنا الخضراء خلال الدوري الممتاز لكرة القدم ودوري الدرجة الثانية وكذلك انطلاق دوري الشباب لأندية الممتاز، وكلنا يعلم أن الدوري هو فاكهة كرة القدم من خلال طقوسه


المتعددة وصراع النقطة الذي يعطي للمباريات والمنافسات صوراً مختلفة، وينعكس ذلك على الجمهور العاشق لأنديته وفرقه، حيث يفرح من يفوز ويحزن من يخسر، والصورة لا تدوم على حالها فهي من متغيرات كل أسبوع تبعاً للنتائج المتحققة من المباريات على الجدول، لكن وبعد مرور ثلاثة أسابيع بدأ الشك والحيرة يتسربان إلى نفوسنا لأن الأسابيع لم تكن كما نشتهي، حيث تصاعدت وتيرة الغليان وعدم الرضى في عدة المباريات، ورافق ذلك اعتراضات غير مألوفة في ملاعبنا وبالتالي نحن لا نرضى بها، الأمر الذي يجعلنا ندرك أننا بعيدون كثيراً عن الثقافة الرياضية وأننا لا نقبل أي نتيجة إذا لم يكن فريقنا فائزاً، وهذا لسان حال الكثيرين من مسؤولي الفرق ولاعبيهم وادارييهم وجماهيرهم، نحن نستغرب كيف يخطر على بال أحد يدّعي أنه رياضي ويتحلى بالروح الرياضية أن يتصرف وكأنه في غابة ضارباً الأنظمة والقوانين ولوائح الانضباط المتحكمة بمسيرة كرة القدم والنابعة من قوانينه المتفق عليها ليس في بلدنا بل في كل بلدان العالم بعرض الحائط .‏


شغب وفوضى واعتراض على كل صافرة حكم، وتلويح بالانسحاب ومنع الحكم من تنفيذ ما أعلن عنه، كل هذا يأتي وندّعي أن كرة القدم لعبة محترفة في بلادنا، فإذا كانت محترفة وصورتها هكذا فكيف تكون إن كانت هاوية، وهي محترفة الآن، يشبه نشاطها نشاط فرق الأحياء الشعبية ! تُرى لو كانت هاوية ماذا ستشبه ؟‏


لا نعتقد بعد هذا العمر المديد من عمر منظمة الاتحاد العام والاتحادات الرياضية بمختلف الألعاب وكرة القدم على وجه الخصوص وتعاقب الاتحادات عليها وقرب وصول منتخبنا الى كأس العالم روسيا 2018 ومع ذلك نرى هذه الصورة البغيضة في ملاعبنا ؟ ولو تساءلنا لماذا هذا كله يكون الجواب إن الحكم أخطأ في صافرة وبالتالي منح رمية حرة أو ضربة جزاء واحتسب تسللاً لفريق دون غيره، وكأن الدنيا يجب أن تقوم ولا تقعد! مهلاً أيها السادة ما هكذا تدار الأمور ولا هكذا يجب أن تسير المباريات، فكرة القدم وغيرها من الرياضات وجدت لبناء الانسان بدنياً وفكرياً وتهذيباً للسلوك وتعويده على تقبل الغير والقناعة أن المحكمين في الألعاب الرياضية هم قضاة لايجوز التطاول عليهم حتى وإن جاءت بعض القرارات الخاطئة، والخطأ لا يصلحه خطأ بل ذلك يفسده ويزيد المشكلة وتتفرع أبعادها، وما يبدأ من اعتراض حول رمية تماس أو ضربة ركنية أو صافرة أخطأت ينتشر وفق غريزة القطيع وبالتالي تحدث أمور لا تحمد عقباها، نحن ننادي بالعدالة لكل الفرق المتنافسة وبالوقت نفسه نطالبها بالصبر كما يحدث في بلدان العالم ولنا في تلك البلدان عبر وصور .‏


عبيــر علــيa.bir alee @gmail.com‏

المزيد..