هذه العبارة أخذت من المعلق المصري الراحل محمد لطيف ويستشهد بها عند كل مباراة لا يفوز فيها الطرف الأفضل.
سيرة كأس العالم تذكرنا بمباريات فاز فيها الطرف الأسوأ أداء،
ولا يمكن قول إن استراتيجية فريق ما منحته الفوز، كما نسمع محللي المباريات ينتصرون دائماً للفريق الفائز.
الكرة أهداف، عبارة فيها نوع من المواساة للفريق الخاسر، كنوع من الإقرار بأن الكرة ظلمته وتكلمت بمنطقها الخاص، فعبست بوجه طرف وابتسمت للطرف الثاني، من منطلق أن الكرة علم غير صحيح وحلاوتها بأسرارها، ولو كان الطرف الأقوى يفوز دائماً لما كان لها هذه الشعبية وهذا الكيان.
بالأمس القريب خسر أياكس أمام ريـال مدريد بعد أداء بطولي من الخاسر، عادي من الفائز، فما كان من المحللين العرب إلا الإشارة إلى فريق كبير عرف كيف يفوز وآخر لا يمتلك الهداف، فريق يمتلك الاستراتيجية وآخر لا يتمتع بقوة الشخصية، فريق بارع بترويض المنافسين وآخر لا يدري سبيل الفوز، فريق متخصص في دوري الأبطال وآخر أقل خبرة وغيرها من العبارات، وبالتأكيد لو فاز أياكس لاختلفت وتغيرت نبرة التقييم وكال له النقاد المديح والتمسوا له السبل التي مكنته من الفوز.
في مونديال 1954 لم يصدق أحد أن ألمانيا الغربية فازت على المجر في النهائي، علماً أن المجر فازت في دور المجموعات بثمانية أهداف لثلاثة، وفي مونديال 1990 لم يدر في خلد أحد أن الأرجنتين قهرت البرازيل، ولا يخطر ببال أحد فوز كوريا الديمقراطية على إيطاليا 1966 فمنطق الكرة وحده تحكم بالنتائج، ولو عرضت المباريات على النقاد العرب الحاليين لقالوا إن الأرجنتين امتلكت مارادونا القادر على تغيير المباراة وأن سيب هيربرغر مدرب المانشافت درس مفاتيح القوة عند المجر فحدثت المعجزة، وأن الطليان لعبوا بتكبر فعُوقبوا متناسين أن للحظ الدور الأهم، وقد يبرر البعض بوجود مكاتب المراهنات.
ما يهم أن الكرة مدورة وعامل الحظ لا يستبعد بل إنه الفيصل عندما تكون موازين القوى متقاربة، دون أن نغفل أيضاً القراءة الحاذقة للمدربين والأهم أن كرة القدم أهداف ولا توجد كرة أحلى من الغول كما نردد.
محمود قرقورا