الوقت الضائع..قوة الشخصية

إنه لأمر غريب غياب المنتخب الإيراني عن منصة التتويج القارية منذ ثلاثة وأربعين عاماً، والأغرب عجزه عن بلوغ المباراة النهائية وتلك حكاية لا يمكن تفسيرها وتبريرها.


في العرس القاري السابع عشر الذي وضع أوزاره أمس أشار الجميع بالبنان قبل البطولة وأثناءها على أن المنتخب الإيراني سيكون البطل، وارتفع سقف الطموحات أكثر من ذي قبل، ولأول مرة خلال العقود الثلاثة الأخيرة تميل التوقعات لمصلحتها أمام الساموراي، ولكن الشوط الثاني جاء حاملاً في ثناياه أحداثاً غريبة، فظهر الكمبيوتر عملاقاً والإيراني حملاً وديعاً فضاع الحلم هباءً منثوراً وغادر المدرب البرتغالي كارلوس كيروش يجر أذيال الخيبة بعد سنوات من العمل الجاد.‏


قبل المباراة لم يكن منتخب إيران قد تلقى أي هدف في خمس مباريات وعندما بُوغت بهدف ظهر يائساً مستسلماً لا حول له ولا قوة، فظهر جلياً أن منتخب اليابان يختلف كل الاختلاف عن المنتخبات التي واجهها المنتخب الإيراني.‏


الساموراي عاش كل الظروف في البطولة السابعة عشرة، فوجد نفسه متأخراً مرتين وخرج فائزاً، الأولى أمام تركمانستان والثانية أمام أوزبكستان، وشاهد كل جمهور القارة الصفراء شخصية العودة، وعندما أخذ الأسبقية في المباريات الأربع الأخرى حافظ على نظافة شباكه حتى النهاية أمام كل من عُمان والسعودية وفيتنام وإيران، وظهر مسيطراً في مباريات حقق الفوز فيها، وبدا نداً في مباريات أخرى وحقق المأمول، وهذا راجع لقوة الشخصية والحضور الذهني والنفسي والبدني.‏


من خلال متابعتي لسجل منتخب اليابان عبر البطولة حتى قبل مباراة أمس أنه لم يخسر أي مباراة سجل فيها قبل خصمه وهذه حقيقة لها الكثير من الدلالات ولا تتوافر في خصم آخر، ولا يحوزها أي من المنتخبات العملاقة في بطولات قارتها.‏


أياً كان الفائز في مباراة أمس فاللقب مستحق، فالساموراي يبقى مرعباً مهاب الجانب، والعنابي أثبت تطوراً مذهلاً خلال أشهر معدودة وتحول من منتخب عادي متوسط المستوى بأحسن الحالات إلى منتخب عملاق يهابه الجميع في القارة الصفراء.‏


محمود قرقورا‏

المزيد..