المدربان الوطني والأجنبي.. وحالة الطوارئ ماركة مسجلة باسم المدرب الوطني !

متابعة – أنور الجرادات :تزايدت في الآونة الأخيرة على طول الساحة الكروية وعرضها ظاهرة سرعة الاستغناء عن المدربين وكثرة تغييرهم سواء على صعيد الأندية أم المنتخبات الوطنية !


‏‏


فما السبب في تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها ؟ وعلى أي أساس يتم اختيار المدربين ؟‏‏


لقد لجأ اتحاد الكرة للمدرب الأجنبي ظناً منه بأنه يمثل الإضافة الحقيقية بحكم الخبرات والتجارب الكثيرة، ولكن قد ينجح المدرب مرة ولكنه قد يفشل مرات ومرات.‏‏


المدرب الأجنبي غالباً ما تكون طريقته في التدريب محفوظة، فهو دائماً يركز على لاعبين بعينهم خوفاً من الفشل والنماذج على ذلك كثيرة، فالمدرب الأجنبي يكون راتبه كبيراً ومخصصاته أكبر ولو توافرت هذه المخصصات لمدربنا المحلي فإنه سيصيب شيئاً من النجاح إذ ما وضعنا في الاعتبار غيرة المدرب الوطني التي بالتأكيد تكون ميزة تميزه عن المدرب الأجنبي الذي يتعامل مع الأمر باحترافية بعيداً عن العاطفة !‏‏


الثقة مطلوبة‏‏


عدم الثقة في قدرات المدرب الوطني أصبحت موضوعاً يثير الجدل في واقعنا الكروي بدليل الجري وراء التعاقد مع المدرب الأجنبي مهما كانت خبرته وشهادته، وفي النهاية يفشل ويتم تغييره بأجنبي آخر ! وهكذا يتم للأسف بأسلوبنا في انتقاء المدربين.‏‏


ومدربنا الوطني لا ينظر إليه ولو للتجربة ( وهم أكفاء ولديهم شهادات بأعلى المستويات ) وهذا الموضوع الهام الذي نتألم ونحن نشاهده منذ زمن بعيد ومجال التدريب يشهد عدم استقرار المدربين سواء في الأندية أم المنتخبات، رغم وجود عدد كبير من المدربين المحليين الذين لا تنقصهم الخبرة ولديهم ثقة بالنفس وهم يحتاجون فقط للدعم النفسي والدورات الخارجية المتطورة في القائمين على أمر الكرة السورية .‏‏


عقدة الأجنبي‏‏


فبلدنا الحبيب مليء بالكفاءات الوطنية والمشكلة المزمنة هي عقدة المدربين الأجانب، وتتلخص خبايا العقدة في توفير الإمكانيات للمدربين الأجانب في الوقت الذي تحجب فيه عن المدربين المحليين! ما يؤدي لفوارق في التعامل المادي بين المدرب الأجنبي والمدرب المحلي وينعكس تلقائياً على معنويات المدربين المحليين وتحديداً في فقد الثقة بينه وبينهم وبالتالي يتأثر أداؤه التدريبي.‏‏


فالمدرب الأجنبي يسعى دائماً لإثبات نجاحه بتثبيته لتشكيلة معينة دون إعطاء الفرصة لآخرين يحتاج لهم الفريق وذلك ظناً منه بأن ثبات التشكيلة يعني النجاح، نعم ثبات التشكيلة يعني النجاح بالنسبة للمدرب ولكن لا يعني النجاح للفريق لأن باقي اللاعبين لا يشاركون وبالتالي يفتقدهم الفريق في مناسبات كثيرة، فهل يا ترى استقدام المدرب الأجنبي خطوة للأمام وذلك فيما لو وضعنا في الاعتبار خبراته المتراكمة وطريقته في التدريب أم يكون كالقفزة في الظلام في تحجيم دور المدرب المحلي وبالتالي لا يستفاد منه.‏‏


فبرأيكم هل خطوة استقدام مدرب أجنبي هي خطوة إيجابية أم سلبية ؟‏‏


والسؤال الآن الذي يطرح نفسه، ما الفرق بين المدرب الأجنبي والمحلي؟‏‏


ولأننا كما أسلفت ومنذ عشرات السنين قد كنا ومازلنا نعاني من عقدة الخواجة أبو عيون خضراء ولسان معوج فإننا سنبقى وحتى إشعار آخر أسيرين لعقدة الخواجة ولن نتحرر منها إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، فلو عدنا إلى الوراء وألقينا نظرة فاحصة على كل المدربين الأجانب الخواجات من أولاد جون الذين استنزفوا كل ثرواتنا من مقدمات العقود التي يسيل لها اللعاب والتي تصل في بعض الأحيان إلى مبالغ فلكية تتحدث بذكرها الركبان، فإننا نجد أن مشاويرهم معنا ضرباً من ضروب العبث واللامبالاة، ولا نظن بأننا نتجاوز الحقيقة لو قلنا إن مقدم العقد للمدرب الأجنبي الواحد يمكنه أن يعادل مرتبات /10/ أو أكثر من المدربين الوطنيين للموسم الكامل ؟! هذا بصرف النظر عن المزايا والمخصصات الأخرى التي يتقاضاها المدرب الأجنبي وهي تتمثل في الرواتب الشهرية العالية والسكن المؤثث والحوافز العالية للمباريات في حالات الفوز وكلها مزايا مفقودة لدى المدرب الوطني الذي يقبل على العمل الفني في الأندية والمنتخبات بروح الوطنية والغيرة على مستقبل الكرة السورية والتي تمثل عنده القضية الأهم والأكثر أهمية وبرغم ذلك نجده يلاقي الإهمال والتجاهل من قبل أصحاب الأمر، فإلى متى ستستمر هذا الصورة المقلوبة التي تميز بين أولاد جون وأبناء الوطن.‏‏


الوطني للطوارئ فقط‏‏


ومن أبرز الأشياء التي يعاني منها المدرب الوطني وظلت مرتبطة به كارتباط السوار بالمعصم هي أن نقول إنه قد باتت أدوار الفزعة والطوارئ مفصلة عليه كقميص عامر، فالاتحادات الكروية المتعاقبة لا تنحاز إلى صف المدرب الوطني إلا في الحالات القصوى، الحالات الضرورية، عندما تحتدم الأمور وتستاء النتائج وتثور ثائرة الجماهير وتقلب المواجع في وجه إدارة الاتحاد فتكون الإقالة للمدرب الأجنبي هي الشماعة التي تعلق عليها الأخطاء وينال المدرب الأجنبي المقال ما لايقل عن آلاف الدولارات كشرط جزائي ليكون المدرب الوطني هو البديل كمدرب فزعة أو مدرب طوارئ ليقود الفريق فيما تبقى من مباريات كما هو الحال الذي تم أو حصل مع المدرب الألماني شتانغه.‏‏


وأخيراً‏‏


إلى متى يبقى الوضع على ما هو عليه ومتى يجد المدرب الوطني التقدير والاحترام من أصحاب الأمر ويصلون إلى قناعة تامة بأن ابن الوطن هو الخيار الأمثل والأفضل..!‏‏

المزيد..