دمشق – غسان شمة: بعد خسارتين مريرتين وسبقهما تعادل لا ينزل في ميزان أو قبان الحسابات الفنية ولا التاريخية، خرج منتخبنا من الدور الأول من النهائيات الآسيوية يجر ذيول الخيبة تاركاً غصة كبيرة
في قلوب وحلوق عشاق الكرة الذين ساندوا وهتفوا لنسورنا، وكانوا على الموعد عالحلوة والمرة، لكن حصاد المرارة أصاب الجميع بالذهول ليس على النتائج فحسب بل على الأداء الذي كان أكثر من متواضع في المواجهتين الأولى والثانية وأفضل، على ما فيه من أخطاء، في المباراة الثالثة بمواجهة الكنغر الأسترالي.
في المعيار الفني والتاريخي توضع هذه المشاركة في خانة الأسوأ على صعيد الأداء والنتائج، فنقطة واحدة في المشاركة السادسة هي أقل ما حصل عليه منتخبنا خلال مشاركاته السابقة، ما أدى إلى ضياع حلم كان قريباً منا نتيجة أداء الجهازين الفني والإداري والمشكلات التي سببها البعض من اللاعبين.
ننتظر ما سيأتي وننتقل لسطور عن مباراتنا الأخيرة، ففي تفاصيلها:
كنا أفضل مما سبق
لكن لم نتجاوز؟!
منذ بداية المباراة بدا تصميم لاعبي منتخبنا واضحاً على اللعب الهجومي، فكانت رأسية عمر السومة في الدقيقة 12 التي جاورت القائم الأيسر، تلتها بلحظات تسديدة عمر خريبين من داخل منطقة الجزاء التي جاورت القائم ذاته، وفي الدقيقة 27 ألغى الحكم هدفاً للسومة.
وتألق حارسنا إبراهيم عالمة في صد أول ردة فعل أسترالية خطرة في الدقيقة 35 عبر تسديدة جيمي ماكلارين ومن هجمة مرتدة تمكن المنتخب الأسترالي من افتتاح التسجيل بهدف جاء من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 41 عبر أوير مابيل، ولم ينتظر منتخبنا سوى دقيقتين ليدرك التعادل بهدف مباغت لعمر خريبين الذي تلقى كرة عرضية من الجانب الأيسر عن طريق مؤيد العجان قابلها برأسية قوية تصدى لها الحارس لترتد أمام خريبين مرة أخرى ليسجلها في الشباك معلنة هدف التعادل لينتهي الشوط بهذه النتيجة.
منتخبنا بدأ الشوط الثاني بكثافة هجومية إلا أن الرقابة الدفاعية غابت عن شباكنا، في الدقيقة 54 تمكن كريس يكونوميديس من تسجيل الهدف الثاني لأستراليا من عرضية من الجانب الأيمن مرت دون تغطية دفاعية لتتهيأ أمام يكونوميديس الذي سددها في المرمى.
كما حرم حكم المباراة منتخبنا من ركلة جزاء واضحة عند الدقيقة 61 ! ولكنه عاد واحتسب ركلة جزاء أخرى في الدقيقة 80 انبرى لها عمر السومة بنجاح مدركاً التعادل، ومرت الدقائق ومنتخبنا يهاجم حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع التي شهدت هدفاً قاتلاً لمنتخب أستراليا عبر تسديدة توم روجيك ليقصي منتخبنا من الدور الأول.
ترتيب المجموعة
وبهذه النتيجة تصدر منتخب الأردن المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط بعد تعادله السلبي مع نظيره الفلسطيني وتأهل للدور القادم يليه المنتخب الأسترالي الذي تأهل أيضاً إلى الدور الثاني برصيد 6 نقاط، يليه المنتخب الفلسطيني بنقطتين وأخيراً منتخبنا بنقطة يتيمة.
التشكيلة
مثّل منتخبنا: إبراهيم عالمة، أحمد صالح، حسين جويد(عبد الملك عنيزان)، عمرو ميداني، مؤيد عجان، خالد مبيض( زاهر ميداني)، محمد عثمان(فهد اليوسف)، محمود مواس، تامر حاج محمد، عمر خريبين، عمر السومة.
أقوال المدربين
مدربنا الشجاع فجر إبراهيم قال بعد المباراة :
نشكر الجمهور السوري الكبير الذي ساندنا في البطولة سواء في الإمارات أم في سورية، وأشكر أيضاً اللاعبين على جهودهم الرائعة في اللقاء والجهاز الفني الذي ساعدني خلال الأيام الماضية، أعتقد أن صورة المنتخب تغيرت كثيراً عن أول مباراتين.
الفضل في التغيير الذي ظهر عليه المنتخب يعود لجميع أعضاء الجهاز الفني وإصرار اللاعبين على تقديم مستوى آخر يليق بكرة القدم السورية، ومحاولة التأهل إلى الدور المقبل، لكن هذا حال كرة القدم.
محمد عثمان تراجع من الناحية البدنية لذلك أردنا تجديد حيوية خط الوسط بإجراء التبديلات المناسبة، تعاملنا مع اللقاء باستراتيجية معينة، لا يمكننا الضغط طوال اللقاء، وارتكبنا الأخطاء الفردية التي ساهمت بهذه النتيجة، حاولنا التعامل مع المباراة بطريقة نقوم من خلالها بتقديم صورة جيدة عن الفريق، والدقيقة الأخيرة من المباراة كانت حاسمة للمنتخب الأسترالي.
لم نعان أي مشاكل مع المنتخب الأسترالي، حيث قمنا بتحليل طريقة لعبهم ولاحظنا اعتمادهم على توماس روجيتش والجناحين، قوتهم البدنية كانت عاملاً أساسياً، لم يكن هناك أمر مميز لكنهم يتفوقون في هذا الجانب.
غراهام آرنولد مدرب منتخب أستراليا:
أود توجيه التهنئة للمنتخب السوري الذي يستحق الاحترام على ما قدمه في اللقاء، كانت مواجهة قوية فيها الكثير من التحدي بين الفريقين، لعبة كرة القدم هي عملية تعلم مستمرة، نتعلم أكثر في كل مباراة، وتواجد الجماهير ساهم في إضفاء الحماس الإيجابي للاعبين.
ما أسعدني إصرار اللاعبين ورغبتهم بالفوز، عندما تسجل هدفاً وتتلقى هدفاً عليك العودة سريعاً لأجواء اللقاء، وهذا ما يتطلب الكثير من التركيز واستعادة الحالة المعنوية، لقد استفدنا من دروس اليوم في هذا الجانب، لم أشعر بالقلق جراء تسجيل المنتخب السوري للأهداف، وما ساعدنا أن المنافس اعتمد أسلوب اللعب المفتوح وهو ما خلق لنا المساحات اللازمة، وأنا أفضل هذه النوعية من الأساليب على تلك التي تمتاز بالجانب الدفاعي.
لن أفكر كثيراً بمن سأواجه في الدور المقبل، وبالنسبة لي لا أخشى مواجهة أي منتخب، وسنعمل على رصد المنافسين والتركيز على نقاط قوتهم وضعفهم، هذا ما سنفعله في الأيام القادمة فقط.