تفاءلنا كثيراً بعودة النشاط إلى ملاعبنا الخضراء خلال الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى وسيلحق بهم دوري الشباب وهذا يعني أن مفاصل كرة القدم كلها ستعمل بوتيرة عالية حتى ختام الموسم،
وتفاءلنا أكثر بحضور جماهيري ملأ مدرجات الملاعب التي استضافت المنافسات، لكن الغريب بالأمر أن هذا الجمهور لا يشكل سنداً لفرقه بمقدار ما يشكل عبئاً عليه! إذ الخروج عن النص تجلى في معظم الملاعب، حيث عمت الشتائم وطالت العديد من أركان اللعبة كما طالت رؤساء الأندية ومديري الفرق! مما يدل على أن ثقافة الفوز والخسارة لم تصلنا بعد وما نقوم به من نشاطات لا يلقى عند المتابعين والمتفرجين الشكل اللائق والمطلوب .
نتابع كل دوريات الدنيا ولا نرى ما نشاهده في ملاعبنا من شتائم وتصرفات غريبة وعجيبة ؟ إذ لا أحد يريد أن يخسر واذا خسر فهذه الطامة الكبرى ولا يريد أن يرى لاعباً كان يلعب له في الموسم السابق قد انتقل الى فريق آخر ويلعب ضده هذا الموسم! فكيف يفهم هؤلاء الناس الاحتراف وكيف سيتابعون المشوار حتى نهاية الموسم بهذه الوتيرة من الفوضى والشغب وعدم تقبل الآخر وعدم تقبل الخسارة ؟ في كل الدنيا وفي كل دوريات العالم فرق تفوز وأخرى تخسر، ولاعبون ينتقلون ولاعبون لا ينتقلون، ومع ذلك لا يحصل أي لبس في ذلك وترى أن الخاسر يهرع لتهنئة الفائز وأن الفائز يطيب خاطر الخاسر إلا عندنا وكأن كل مباراة هي نهاية الكون وأن من يشجع فريقاً مسموح له أن يفعل ما يريد ومن ينظر الى الكم الكبير من العقوبات الاتحادية التي طالت بعض أركان اللعبة يدرك كم نحن متخلفون في فهم ثقافة الفوز وثقافة الخسارة وكم نحن بعيدون عن مفهوم وعنوان يسمى الاحتراف .
كان الله في عون اتحاد كرة القدم على هذه البلية التي تسمى مشجعي الأندية ، وحتى لا نظلم الجميع نؤكد أنه مازال في الساحة جمهور مؤدب وأناس فاهمون لكن الصوت الأعلى دائماً للمشاغبين.
عبيــر علــيa.bir alee @gmail.com