مراكز التدريب النوعية التخصصية إلى الواجهة من جديد..واتحاد الملاكمة يحصي ما لديه

متابعة – ملحم الحكيم:بنية جادة هذه المرة وزع اتحاد الملاكمة استبياناً على كافة لجانه الفنية بالمحافظات يطلب فيه معلومات وإحصائيات عن لاعبي الملاكمة بالمحافظة وفي كل نادٍ


وأماكن وجود الصالات وحلقات الملاكمة في كل محافظة والتجهيزات ومستلزمات اللعبة المتوافرة فعليا، غايته في ذلك حسب مخططه إقامة مراكز تدريب نوعية لمختلف الفئات العمرية، ما وجدته كوادر اللعبة خطوة صحيحة نحو النهوض باللعبة وإعادتها الى محبيها وجماهيريتها إن حملت الجدية، ومنذ سنوات خلت وفكرة افتتاح المراكز التدريبية التخصصية للملاكمة وغيرها من الألعاب التي تلاقي قلة دعم الأندية وانحساراً في انتشارها مطروحة للتطبيق ما جعل من فكرة افتتاح هذه المراكز طموحاً مشروعاً لممارسي هذه الألعاب.‏‏



أماكن وشروط‏‏


على هذا الأساس حسب متابعين مضت بداية الأمر في البحث عن الأماكن المناسبة لإقامتها والشروط الأفضل لقبول الملتحقين فيها ولاسيما من الناحية المادية فالملاكمة وشبيهاتها من العاب القوة العاب قاسية لا يمارسها إلا الفقراء، وفي خضم البحث والتقصي عن الأماكن والمراكز قدم مدربو اللعبة لاتحادهم ما اعتبروه سبقاً رياضياً اذ وجدوا المكان المناسب، فإما قبو كبير بمدرسة وإما صالة في النادي الذي يدربون فيه وخارج أوقات تدريب لاعبي النادي حجتهم في اختيار المكان، قول أحد المدربين انه ومن خلال بيته الرياضي الذي يفتتحه في منطقة إقامته بريف دمشق وعمله كمدرب للملاكمة استطاع أن يفرز ما بين من يريد صقل عضلاته وتجميلها «للبروظة» وما بين اللاعب الرياضي الذي يريد المنافسة والتواجد في ميادينها، ليجد في الريف ضالته حسب تعبيره ومن مختلف الفئات العمرية لدرجة وعد فيها اتحاد اللعبة أن يصل عدد الملاكمين في المركز الى المئة خلال فترة وجيزة، إن تمت الموافقة على طلبه، أما حجته الثانية التي يستند عليها ففي وضعه المادي الجيد اذ يقول: لا أريد من احد أي تعويض تدريبي أو أجور لقاء عملي بالمركز فعملي سيكون طواعية كليا. ليعلن المعني باتحاد اللعبة حينها موافقته فورا واستعداده لافتتاح المركز بعد التنسيق مع التنفيذية…. لكن وفق شروط المراكز التدريبية التي تفرض وجود اشتراك للمنتسبين لهذه المراكز وروادها.‏‏


تجميل أجسام‏‏


عموما الإحباط اثر معرفة ضرورة دفع الاشتراك كان العنوان الأبرز عند المدرب «ومعه حق» حيث قال: بعض رواد البيت الرياضي يدفعون الألف لتجميل أجسادهم وقادرون على دفع المزيد، أما في الملاكمة فما من أحد سيدفع ليرة واحدة وان رغب الطفل أو الشاب فأهله سيمتنعون إن علموا بأمر الاشتراك، اذ سيلحقونه بلعبة أخرى على هواهم، وطالما أن غايتنا توسيع اللعبة ونشرها في مثل هذه الألعاب يحتم علينا إيجاد استثناء ما للعبة بشكل عام ولمركزه بشكل خاص بالقول: طالبت كل المؤتمرات والمؤتمرين بضرورة إدخال هذه الألعاب الى مدارسنا او على الأقل بضرورة دخول خبراء اللعبة المدارس لانتقاء الخامات وعبثاً نطالب، والآن يوم استطعنا تأمين مدرسة لندرب الملاكمة في صالاتها ما من شأنه أن ينشر اللعبة على أوسع نطاق، نطالب باشتراكات وشروط تعجيزية، وان كانت الاشتراكات من اجل تعويضات المدرب أو تجهيزات الصالة، فيجوز الاستثناء طالما أنني لا أريد أي تعويض يذكر أو حتى تجهيزات فكثير من المدربين مستعدون لافتتاح الصالة على نفقتهم وهذا ما أقوله علانية، لأننا نريد الخير للعبة، ولو كان ما نسعى إليه لمجرد «الاسم» فكان بإمكاني أن أدفع من جيبي باسم عدد من المنتسبين وحينها لا يهمني العدد، واحد أو اثنين وحتى عشرة، لكن ولأنني أريد مركزاً تدريبيا حقيقيا سيفوق عدد منتسبيه المئة أطالب بضرورة إيجاد استثناء من الاشتراك الشهري، مهما كانت قيمته المادية فأبناء منطقة المركز فقراء الحال، لكنهم أقوياء بالفطرة يمكن أن يخرج من بينهم العديد من الأبطال إن وجدت العناية والرعاية.‏‏


طموح مشروع‏‏


مروان ياسمينة رئيس مكتب ألعاب القوة بدمشق أيد المدرب في رأيه، مؤكداً ضرورة استثناء اللعبة من دفع الاشتراك طالما أن المطلوب فعلاً توسيع قاعدة الملاكمة ونشرها في وقت عزفت الكثير من الأندية عن هذه الألعاب التي تعتبر لعبة الفقراء الذين لا يقدرون على دفع رسم الاشتراك مهما كان، ليضيف بضرورة أن تكون المراكز التدريبية للملاكمة مراكز مستقلة تقريبا بحيث يأخذ كل منتسب للمركز رقماً اتحادياً باسم المركز ويحق له المشاركة باسمه ايضا، فيما رأى مدرب احد الأندية أهمية الإبقاء على شرط دفع الرسوم ولكن بمبالغ رمزية تكون الغاية منها إلزام اللاعب بالتدريب، لانه من يدفع اي مبلغ سيصبح مضطرا للالتزام، وهذه ناحية، أما الأخرى فإنه ما يجمع من اشتراكات يمكن صرفه على تحسين تجهيزات الصالة او كحوافز لمتفوقين ما يدفع بباقي المنتسبين للتفوق .‏‏


المراكز الخاصة افتتحت‏‏


لكن المواسم مضت موسماً بعد آخر، وما زال الطموح مشروعاً على الشفاه، دون أن يخط ولو سطر واحد، فلا المركز افتتح ولا اللاعب انتسب، فقط التغني بالأنا والمقدرة الخارقة على العمل واستقطاب اللاعبين وصناعة الأبطال، وأقوال كثيرة بقيت مستمرة طيلة العام، فالآن ومع نهاية الموسم يتكرر السيناريو ذاته، فيأتي أحد المدربين مراراً وتكراراً لاتحاد اللعبة معرباً عن رغبته بالعمل بل وإمكانيته بتأمين مكان للمركز وصناعة الأبطال خلال فترة وجيزة ، فقط ما يريده أن يتم اعتماده من قبل الاتحاد، لكنه وعندما اخذ الضوء الأخضر من اتحاده خصص للعبة مكانا وعليه كمدرب أن يحضر كافة معدات تدريب الملاكمة على نفقته وهذا ما دفعه للقول: أعمل طواعية ودون مقابل، فهذا شيء يسعدني حقاً، فأموري المادية جيدة أما أن أتحمل أعباء تجهيز الصالة فأمر فوق استطاعتي إضافة الى ذلك أزج بلاعبين في البطولات المركزية بأسماء المحافظات أو الهيئات وفي بطولات دمشق باسم الأندية، فيما المفروض أن يلعب الملاكم باسم مركزي فأجني ولو معنويا ما بذلته من جهد وتعب على تدريب اللاعب وإعداده.‏‏


حرص‏‏


للمرة الثانية اتحاد اللعبة ومن باب حرصه على اللعبة وانتشارها وللاستفادة حسب تعبيره من طاقات المدرب واندفاعه أعلن للمدربين على الفور عن الإمكانية باستخدام اسم المركز في بطولات المحافظة كتحفيز للمركز ومدربه كما أعلن عن جديته بتشكيل لجنة تبحث فاعلية كل ناد خاص او مركز تدريبي افتتح على أساس شهادات الملاكمة وأي بيت يثبت انه غير فاعل باللعبة سيغلق فورا.‏‏


حكي بحكي‏‏


قرار اتحاد اللعبة هذا أسعد المدربين العاملين بالملاكمة كثيراً لدرجة ظن السامع بأن اللجنة ستذهب للأندية باليوم التالي فترى صالات الملاكمة تعج بالمواهب واللاعبين الجدد ، لكن ما من جديد، وحدهم المدربون وبضعة من لاعبي الملاكمة ممن يستطيعون دفة الاشتراك لا يتجاوز عددهم أصابع اليد من يرتاد الصالة، ما يفسر دون أدنى شك انحسار انتشار الملاكمة وابتعاد محبيها الذين وجدوا بحبهم للعبة تجارة خاسرة، فرأس مال الاشتراك الشهري غير موجود والمراكز التدريبية النوعية التي وعدوا بافتتاحها ما زالت حبراً على ورق أو كلاماً بكلام.‏‏

المزيد..