متابع…بين أينشون وجاكرتا

بعد مضي أربع سنوات على إخفاق رياضتنا في أينشون وخروج جميع ألعابنا خالية الوفاض، هاهو المشهد يتكرر في جاكرتا في دورة الألعاب الآسيوية الثامنة عشر التي تختتم منافساتها غداً.


إخفاق كبير سجلته ألعابنا في بطولة قارية، واتضح جلياً مقدار الفجوة الشاسعة بين رياضتنا ونظيرتها القارية،‏


مع اعترافنا المسبق بالمستوى الرفيع لهذه الدورات، ومع يقيننا التام بأن الأجواء التي رافقت استعدادات معظم ألعابنا، لم تكن بالسوية المناسبة لتحقيق نتائج جيدة، فالأمنيات وحدها لا تكفي والطموحات المجردة لا تجسد الأحلام ولا تجعلها حقيقة.‏


والسؤال هل محدودية الإمكانات السبب المباشر في هذا التراجع والإخفاق ؟ أم إن هذه هي حدودنا التي وقفنا عندها ؟! إنه لشيء مؤسف أن تتهاوى ألعابنا تباعاً، ومن السخرية أن يخرج أحد لاعبينا من المولد الآسيوي بعد أقل من دقيقة، وآخر احتل المركز الأخير وثمة من لم يجد له تصنيفاً على اللائحة؟؟‏


رياضتنا كانت في حالة انعدام الوزن في هذا المحفل الآسيوي الكبير، ما يعني أن المحاسبة والبحث عن حلول سريعة لانتشالها من الغرق، يجب أن تبدأ فوراً والولوج في عمق المشكلة تحسباً لقادم الاستحقاقات .‏


شاركنا بلاعبي النخبة ومنهم بات في حدود سن الاعتزال، فهل نعمل على خلق رديف نؤهله للمستقبل أم سنبقى نعتمد على هؤلاء والجود من الموجود؟‏


زمن الاحتكاك قد ولى إلى غير رجعة، فما كان يعتبر بالماضي واقعياً ليس له اليوم أي مكان في عالم الرياضة الذي بات يعترف فقط بالإنجازات لا غيرها، وأصبح لزاماً على اتحاداتنا عندما تفكر وتقرر المشاركة، فإما المنافسة وحصد الميداليات وإما البقاء في دمشق، وهنا نثني على بعض الألعاب التي فضّلت عدم المشاركة لأنها حفظت ماء وجهها وعرفت حدودها فوقفت عندها.‏


وتبقى كلمة بحق البطل العالمي مجد غزال الذي أحرز البرونزية اليتيمة في الوثب العالي وكان هناك طموح بالذهب، فما حققه الغزال جيد وعدم فوزه بالذهبية لا يقلل من قيمته، وقد ستر شيئاً من عورتنا الرياضية، وتبقى المسؤولية على عاتق أصحاب القرار عموماً .‏

المزيد..