وبعد المشاركة الفاعلة

لم يعد من المقبول هذه الأيام اختصار عدد اللاعبين في البطولات المركزية للألعاب، فقد درجت لفترة ما بأنه بمجرد أن تتصل لجنة فنية ما لمعرفة مكان وتفاصيل البطولة وتثبيت أسماء لاعبيها إلا ويأتيها جواب الاتحاد: المطلوب اختصار العدد حسب تعليمات المكتب التنفيذي،


وهو أمر ضاقت به اللجان والاتحادات على السواء، فالاقتصار يُغيّب أوزاناً كاملة ويسلق البطولات، ما جعل رئيس أحد اتحادات ألعاب القوة بمناقشته مع عضو المكتب المختص للقول: كيف لمدرب أو نادٍ أو هيئة أو محافظة أن تكتشف قدرات لاعبيها الجدد – وهم الأقرب الى الشطب في ظل خصورة العدد – إن لم يشاركوا في البطولات، فإن كنا لسنا قادرين على استيعاب كافة اللاعبين فالأفضل أن نلغي الفعالية كلها لا أن نقول لهذا اللاعب شارك ولآخر لا تشارك، لأنه من لا يخسر اليوم ويكتشف أخطاءه ويكتسب الخبرة لا يمكنه الفوز غداً، بالمقابل ينظر عضو مكتب تنفيذي آخر للأمر، فيجد أن العديد من اتحادات الألعاب وجدت في تعاميم المكتب التنفيذي باباً للتهرب من مسؤولياتها، فما إن تسألها أحد كوادرها عن شيء إلا ويكون الجواب: هذه تعليمات المكتب التنفيذي !؟ في حين أن المكتب لا يقصد في تعميمه استبعاد أي لاعب أو محافظة، فاقتصار عدد المشاركين يتم بشكله الصحيح حين تكون الاتحادات على مسافة واحدة من جميع لجانها وملمة بإمكانيات لاعبيها، فهناك محافظات قوية تمتلك بحق منتخبات كاملة ومن حقها المشاركة، بالمقابل هناك محافظات غائبة لا سيما بظل الحرب الهمجية على بلادنا، فتلك لا بد من الحرص ألا تكون مشاركتها خلبية، لأن الغاية من بطولة أو أولمبياد وطني اكتشاف الخبرات وليس جمع اسماء على اذن سفر بهدف السياحة، ولا محاولة اتحاد ما بإظهار لعبته وشعبيته الواسعة بتجميع عدد كبير.‏


إذاً ما بين هذا الرأي وذاك اتحادات تشارك بكامل أوزانها وفرق كاملة لجميع المحافظات دون أن يعترضها أحد، ليبقى المغزى الحقيقي لأي تعميم من خلال الفهم الصحيح لتعاميم المكتب التنفيذي وتطبيقها بالشكل الذي يخدم رياضتنا ويوصلنا للنوعية القادرة على المنافسة خارجياً لا أن تستخدم وفق مزاجية الاتحادات وعلاقتها مع لجانها، فتقرب المقرّب وتبعد آخر بحجة من يخالفها الرأي؟!‏


ملحم الحكيم‏

المزيد..