المحطة الأولى للمنتخبات الكبيرة تعد بمنزلة النافذة لدخول معترك المونديال، وهذا ما تسعى إليه أوروغواي التي واجهت مصر أمس وإسبانيا التي التقت البرتغال أمس أيضاً وهي محطة صعبة جداً بعد الهزة المعنوية
عقب تغيير المدرب بتوقيت عصيب، وأياً كانت نتيجتا السيليستي والماتادور إلا أن تأهلهما يبدو أمراً واقعاً وغير ذلك يصنف في خانة المفاجآت المدوية.
وينظر المتابعون إلى أن مباراة إسبانيا هي الأصعب في الظهور الأول للأبطال السبعة، بينما ستكون المهمة أسهل بكثير لفرنسا والأرجنتين والبرازيل وألمانيا وإنكلترا، وكلنا يعلم أن البطل الثامن منتخب إيطاليا لم يحالفه الحظ بالتأهل، فكان أبرز من خسرهم المونديال مع الطواحين الهولندية.
اللقب الحادي والعشرون يدور في فلك الأبطال السابقين وإذا كان هناك منتخب قادر على اختراق القائمة فهو منتخب البرتغال لامتلاكه رونالدو كما قال المدرب البرتغالي مورينيو.
الديوك مناقيرها جارحة
النقاد يرون منتخب فرنسا قادراً على كتابة التاريخ لما يمتلكه من مواهب في جميع المراكز، بداية من الحارس لوريس الذي سيحتفل في ظهوره الدولي المئة خلال دور المجموعات، ولاعب الوسط بوغبا الذي اختير أفضل لاعب صاعد في المونديال الماضي وماتيودي، والمهاجمون غريزمان وجيرو ومبابي والقائمة تطول.
وعطفاً على ما شاهدناه من منتخب أستراليا خلال التصفيات المونديالية وطموح الديوك لاستعادة البريق المونديالي فإن كفة فرنسا راجحة بامتياز في المباراة التي ستجمعهما عند الواحدة ظهر اليوم.
الخبرة والمفاجأة
اليوم عند الرابعة عصراً تتقابل الأرجنتين مع آيسلندا والفوارق جمة بينهما لمصلحة التانغو، ولكن الحذر واجب من منتخب قهر إنكلترا في أمم أوروبا الماضية، فقال لينيكر هداف كأس العالم 1986 وثالث الهدافين التاريخيين لإنكلترا: خسرنا أمام منتخب عدد البراكين فيه يفوق عدد اللاعبين.
الأرجنتين ليست مشكلتها هذه المباراة لأن المركز الثاني كالأخير لليونيل ميسي، وهذا تجسد على أرض الواقع في المونديال المنصرم، ولعل السؤال الذي يرتقب جوابه جمهور المستديرة في العالم: هل ينهي ميسي مسيرته مع المنتخب بلقب دولي؟
تاريخياً واجهت الأرجنتين عديد المنتخبات التي خاضت مباراتها المونديالية الأولى وخرجت مكسورة كبلغاريا 1962 واليونان 1994 واليابان 1998 البوسنة 2014.
الملوك وتصفية الحسابات
تعود البرازيل إلى المونديال غداً أمام سويسرا بتمام التاسعة لتصفية حساباتها مع المنافسين، ففي آخر مباراتين 2014 خسرتهما ومزقت شباكها عشر مرات، وسويسرا تحديداً أحد أربعة منتخبات لم تخسر أمام البرازيل مونديالياً إضافة للمجر والبرتغال والنرويج.
البرازيل اليوم غير البرازيل 2014 ورحلة التصفيات خير برهان واستعادة المجد المونديالي الكبير مطلب المدرب تيتي ولاعبيه وعلى رأسهم نيمار الذي أبعدته الإصابة، فجرح كبرياء السامبا خلال محطتي الحسم قبل أربع سنوات.
الحفاظ على القمة
يقال إن الحفاظ على القمة أصعب بكثير من الوصول إليها وهذا برسم المانشافت الذي أبكى قطبي القارة اللاتينية الكبيرين قبل أربع سنوات.
المحطة الأولى مع المكسيك بعد غد عند السادسة مساء لا تبدو معضلة فالتاريخ ألماني والجغرافيا ألمانية، وتاريخياً لم يسبق لألمانيا أن خسرت أمام المكسيك، وضربة البداية بداية الامتحان الشاق للوف ولاعبيه الذين لم يملّوا الألقاب ويتطلعون بشغف لإسعاد الأمة الألمانية.
بعد عشرين عاماً
هناك تفاؤل عام بالمنتخب الإنكليزي، لكن هذا التفاؤل محدود بالوصول لدور متقدم ليس إلا، ومعظم الإنكليز الذين التقيناهم في موسكو قبل انطلاق المونديال يعتقدون ذلك، واللافت أن المحطة الأولى ستكون مع المنتخب التونسي الشقيق يوم الثلاثاء عند التاسعة ليلاً، واللافت أن المواجهة الأولى لكليهما عام 1998 كانت وجهاً لوجه وحينها فاز الإنكليز بثنائية نظيفة.
كل الطرق تؤدي لفوز إنكلترا، فهي لم يطرق مرماها أمام العرب في خمس مناسبات مونديالية، ولم تخسر أمامهم رغم عثرات التعادل أحياناً، ولكن التلهف لخوض المونديال يفرض نفسه عند عديد اللاعبين وعلى رأسهم لاعب توتنهام المتميز هاري كين حامل لواء الخط الهجومي.