بروفة مهمة ودروس مستفادة كثيرة

محمود قرقورا:أنهى منتخبنا الأول بكرة القدم مشواره في دورة الصداقة الكروية في مدينة البصرة العراقية بحلوله ثانياً بتعادلين إيجابيين مع قطر بهدفين لمثلهما يوم السبت الفائت، وكنا أول وآخر من سجل في تلك المباراة التي عرفت التسجيل في الشوط الثاني،



ومع العراق بهدف لهدف يوم الثلاثاء المنصرم، ونحن من بحث عن التعادل بعد التأخر في الشوط الثاني أيضاً، وكان منتخب قطر حقق الفوز على أبناء الرافدين بثلاثة أهداف لاثنين في مباراة الافتتاح فنال اللقب بأربع نقاط مقابل نقطتين لمنتخبنا ونقطة للمستضيف العراقي، وبعيداً عن النتيجتين اللتين تصنفان بخانة المقبول لمنتخبنا فإن جملة من الأمور تستحق الوقوف عندها منها السلبي الذي يحتاج لمعالجة من وجهة نظرنا، ومنها الإيجابي الذي نتمنى البناء عليه.‏


__________________________________________________‏


تجريب 18 لاعباً‏


اصطحب المدرب الألماني بيرند شتانغه 22 لاعباً وهم: إبراهيم عالمة وخالد حاج عثمان وأحمد مدنية ونديم صباغ وعمرو الميداني وأحمد الصالح وجهاد باعور ومؤيد خولي وحسين الجويد وعلاء الشبلي وعمرو جنيات وتامر حاج محمد وزاهر الميداني وحميد ميدو وفهد يوسف وعدي جفال وفراس الخطيب وخالد المبيض ومحمود المواس ويوسف قلفا وعمر السومة وباسل مصطفى.‏


والمشاركة كانت من نصيب 18 لاعباً فقط، ففي المباراة الأولى لعب كل من: عالمة وصباغ وباعور وعمرو ميداني وجنيات (شبلي) وتامر وزاهر (مبيض) ومواس (جفال) وفهد وفراس (قلفا) وسومة.‏


وفي الثانية شارك كل من: عالمة وصباغ وباعور (صالح) وعمرو ميداني وخولي وتامر وزاهر (فراس) وقلفا وفهد وحميد ميدو (مبيض) وسومة (مواس).‏


واللاعبون الذين لم يشاركوا هم الحارسان الاحتياطيان وحسين جويد الذي حرمته الإصابة وباسل مصطفى أبرز مهاجم بالدوري المحلي.‏


فإذا كانت الغاية من الدورة الوقوف على قدرات كل اللاعبين وليس الفوز باللقب كما صرح المدرب قبل السفر إلى العراق فهذا تناقض صريح، لأن باسل مصطفى لم يشترك ولو دقيقة واحدة، علماً أن المدرب أخرج عمر السومة وخلت التشكيلة من مهاجم صريح في وقت كنا فيه بحاجة لتسجيل ثلاثة أهداف وهكذا لم نفز باللقب ولم تعط الفرصة لباسل مصطفى، وإذا لم تعط الفرصة لخالد حاج عثمان وأحمد مدنية في دورات ودية كهذه فمتى نثق بغير العالمة الذي لا يحتاج لشهادة تعريف بأنه أفضل حراسنا هذه الأيام؟ والإجابة واضحة وهي أن مدربنا بحث عن الفوز باللقب أكثر من الوقوف على حقيقة كل اللاعبين.‏


مشكلة العالمة‏


لا أحد ينفي الدور المحوري الذي قام به حارسنا إبراهيم عالمة في الوصول لمرحلة متقدمة من التصفيات المونديالية الأخيرة، لكنه لا يخرج أحياناً لقطع كرات داخل المربع الصغير كهدفي أستراليا اللذين سجلهما العجوز تيم كاهيل، والهدف العراقي الذي سجله مهند علي في هذه الدورة يعد نسخة كربونية عنهما، ومن الضروري العمل على تطوير العالمة في نقطة ضعفه الملحوظة.‏


خط الوسط‏


مشكلة منتخبنا خلال المرحلة الحاسمة من التصفيات المونديالية مع المدرب أيمن حكيم غياب دور خط الوسط والبطء بتحضير الهجمات وانخفاض الكثافة العددية عند الهجوم وعدم ثقة اللاعبين بأنفسهم في الثلث الأمامي، ولا نعتقد أن هذه المشكلة وجدت طريقها للحل بغض النظر عن الومضات الفردية التي لا يمكن القياس عليها.‏


رد الفعل الإيجابي‏


وُضع منتخبنا تحت الضغط في المباراتين وكان عند حسن الظن، ففي الأولى تأخر بهدف لاثنين ودام تأخرنا ثلاث دقائق فقط.‏


وفي المباراة الثانية جابهنا الأرض والجمهور واستطعنا إدراك التعادل بعد 19 دقيقة من تأخرنا بفضل فراس الخطيب، والعودة هذه تعطينا أفقاً رحباً للتفاؤل في قادم المواعيد، ولكن في الآن ذاته لم نحسن الدفاع عندما تقدمنا على قطر.‏


عبقرية فراس‏


أثبت فراس الخطيب أنه واحد من اللاعبين القلائل بتاريخ الكرة السورية الذين يمتلكون الحل الفردي، ففي الودية الماضية خلال تشرين الثاني أمام العراق سجل بتسديدة أوروبية، وهذه المرة سجل بأسلوب لاتيني أوروبي من حيث الرشاقة والمهارة، وكلنا يتذكر كيف صنع ركلة الجزاء أمام أوزبكستان وكيف كان قريباً من طرق مرمى الشمشون، وكيف كان فعالاً أمام أستراليا في ماليزيا خلال الدقائق التي شارك بها، والهدف الأخير حمل الرقم 30 كثاني الهدافين التاريخيين لمنتخبنا بعد رجا رافع صاحب الـ32 هدفاً، والمهم ألا يقتصر الحل الفردي على فراس الخطيب نفسه.‏


ما بعد الوديتين‏


لا شك أن المدرب عاين اللاعبين عن قرب ويتوقع أن يكون الجهاز التدريبي كخلية نحل في القادمات متابعاً للاعبين محلياً وخارجياً، وسيتم استغلال أيام الفيفا خير استغلال كما علمنا كي تستمر بلورة صورة المنتخب نحو الحدث الجلل كأس الأمم الآسيوية التي ينتظرها الشارع السوري بفارغ الصبر بعد ما ارتفع سقف طموحاتنا وبات الوصول لدور متقدم معقد الأمل, وخاصة أن هذا الجيل يعد الأبرز بتاريخ الكرة السورية.‏

المزيد..