الموقف الرياضي :يدخل منتخبنا الأول بكرة القدم منعرجاً مهماً في خضم الاستعداد لنهائيات كأس الأمم الآسيوية بنسختها السابعة عشرة على الأراضي الإماراتية مطلع العام القادم،
والبداية بدورة الصداقة الدولية في العراق تزامناً مع احتفال العراق الشقيق بعودة المباريات إلى ربوعه، بمشاركة الدولة المستضيفة إضافة لمنتخبنا ومنتخب قطر.
المنعرج الجديد أن القرار الفني بات بعهدة المدرب الألماني بيرند شتانغه قبل وقت كافٍ من النهائيات القارية التي هي همنا واهتمامنا، حيث قُدم لوسائل الإعلام خلال المؤتمر الصحفي الذي جرى يوم الأحد الفائت بفندق شيراتون دمشق بحضور نائب رئيس الاتحاد المستقيل فادي دباس والناطق الإعلامي باسم اتحاد الكرة عماد الأميري والكادر المساعد للمدرب المحلي والألماني.
_____________________________________________
كيف سيكون شكل المنتخب في المذاكرتين الوديتين؟ وهل نتطلع للشكل أم للمضمون؟
ما يهمنا هو الاستفادة من هذه التجربة بغض النظر عن النتائج، بمعنى أن الجوهر شيء مهم بل أساسي عند كل من ينشد المستقبل، ولكن الشارع الرياضي قد لا يرضى بغير اللقب المشفوع بعروض جميلة نظراً لارتفاع سقف الطموحات، أي إنه يبحث عن الشكل والمضمون بآن معاً، وكلنا يتذكر كيف أن التعادل الودي مع المنتخب العراقي في تشرين الثاني الماضي بهدف لمثله كان سبباً بنكران جميل المدرب أيمن حكيم الذي حقق نتائج تاريخية فأجبر على تقديم استقالته.
تفاؤل
المؤتمر الصحفي جاء دبلوماسياً بحضور مختلف الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية ومواقع التواصل الاجتماعي، وبدا المدرب متحمساً للعمل ومتفائلاً بالمستقبل واثقاً باللاعبين معتبراً أن الوصول لدور متقدم في نهائيات القارة القادمة ومفتاح ذلك تطوير العقلية عند اللاعبين وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وعندها نستطيع تقليص الفجوة التي تفصلنا عن منتخبات الصف الأول آسيوياً كأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وإيران، وأعلن المدرب عشقه للمدرسة الهجومية وضرورة توافر البنك الاحتياطي المتوازي مع الأساسيين وهذا ما كان ينقص المنتخب من وجهة نظره في رحلة التصفيات المونديالية الأخيرة، ولدى وصوله إلى العراق قال شتانغه إن ظروف العمل الحالي في سورية مشابهة لظروف عمله السابقة.
البعثة إلى العراق
تتكون القائمة من كل من: إبراهيم عالمة وخالد حاج عثمان وأحمد مدنية ونديم صباغ وعمر الميداني وأحمد الصالح وجهاد باعور ومؤيد خولي وحسين الجويد وعلاء الشبلي وعمرو جنيات وتامر حاج محمد وزاهر الميداني وحميد ميدو وفهد يوسف وعدي جفال وفراس الخطيب وخالد المبيض ومحمود المواس ويوسف قلفا وعمر السومة وباسل مصطفى.
ويغيب بسبب الإصابة عمر خريبين وكابرييل سومي ومؤيد العجان وهادي المصري ومارديك مارديكيان وأسامة أومري.
كيفية الاستفادة
عندما قابلنا العراق في تشرين الثاني الماضي لم نجن الفائدة المرجوة، فلا الأداء أقنع ولا الحكيم جرب ولا المتابعون كانوا راضين، ولا المعنيون استطاعوا إيجاد المبررات وكأن تلك المباراة كانت استكمالاً للتصفيات من حيث الحرص على الخروج بنتيجة إيجابية وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وإذا كان ذلك مبرراً في رحلة البحث على النقاط لكنه ليس مسوغاً بمباراة ودية فكان المخرج بإقالة الحكيم.
واليوم الجديد خالد حاج عثمان وباسل مصطفى والبحث عن النتيجة قد يعمينا عن أشياء جوهرية، لذلك يهمنا المضمون أكثر من الشكل، وبالتأكيد لا نستطيع محاسبة المدرب على الظهور الأول لأنه يحتاج إلى الوقت والقطاف نتمناه في النهائيات الآسيوية وليس دورة ودية قد تنتمي إلى المظاهر الخداعة.
لا للخسارة
بعد فوز قطر على العراق افتتاحاً يوم الأربعاء الماضي بثلاثة أهداف مقابل هدفين بات التعادل حداً أدنى مطلوباً كي نواجه العراق يوم الثلاثاء القادم بطموح الفوز باللقب، لأن فوز قطر يجعلها بطلة بغض النظر عن النتيجة الأخيرة، ولذلك سيحظى منتخبنا بتشجيع الجماهير العراقية، ما يجعل الأجواء صاخبة وهذا ليس جديداً فالجميع تحدث عن الاستقبال الحافل للبعثة السورية.
التحضير مختلف
حرص المدرب شتانغه على استحضار لقطات فيديو تدريبية عالمية للاعبين بهدف التطبيق بأرض الملعب، وشاهد مع الكادر المساعد مباراة العراق وقطر، وأجرى المدرب يوم الخميس الماضي حصة تدريبية بموعد المباراة وتضمنت تمارين خفيفة تعتمد على الكرات وبناء الهجمة والاستحواذ واللعب على الأطراف والتمريرات القصيرة، وبدا اللاعبون جاهزين.
نظام البطولة
اعتمد نظام الفيفا القائم على النقاط ثم فارق الأهداف ثم من سجل أكثر ثم المواجهة المباشرة وإذا تعادل المنتخبان المتنافسان على اللقب وكانا بأرض الملعب فتطبق ركلات الترجيح، وإذا تعادلت المنتخبات الثلاثة نقاطاً وأهدافاً يلجأ إلى القرعة.
من عبق التاريخ
تقابل منتخبنا مع قطر 15 مرة، ففاز منتخبنا خمس مرات مقابل أربعة تعادلات وست خسارات، والأهداف 18/18 وأشهر اللقاءات كانت ضمن تصفيات المونديال 1982 وخسرنا بهدف لاثنين، والتصفيات الأخيرة عندما تبادلنا الفوز صفر/1 و3/1 ولا ننسى اللقاء الافتتاحي في نهائيات أمم آسيا بسنغافورة وتعادلنا بهدف لهدف.
تقابل منتخبنا مع العراق 29 مرة، ففزنا خمس مرات أهمها في نهائي غرب آسيا 2012 بهدف وتعادلنا ثماني مرات مقابل 16 خسارة أكثرها مرارة على بطاقة مونديال المكسيك في الطائف بثلاثة أهداف لهدف، والحصيلة التهديفية 23/43 لمصلحة أبناء الرافدين.