ضربــــة حـــرة الأمتار الأخيرة

تفصلنا في سباق الوصول الى قبة الفيحاء أمتار قليلة، بعد أن ظهرت لنا ملامح المتسابقين ومن سيكون معهم، ومن المفيد والمهنية أن نكون على مسافة واحدة من الجميع، ونتقرب ممن يحمل في ذهنه ويقدم لنا برنامجه ورؤيته التي تفيد الكرة السورية،


راجين في الوقت ذاته أن تفرز لنا الانتخابات، بما تحمله من ولاءات وتحزبات، وشطارة في إداراتها من قبل البعض، أشخاصاً جديرين بحمل هذه المهمة القادمة، وإن كانت قصيرة المدة، لأن الاستحقاق القادم لكرتنا السورية يستحق أن يهتم به بالشكل الأمثل والصحيح.‏


هناك من يقول إن الانتخابات لن تجدي نفعاً ولن تقدم لنا في ضوء الآلية التي تتم بها، من يكون الأكفأ، وقد حرمتنا طريقة الترشيح من تواجد أسماء كبيرة ومهمة في هذا السباق، وأن الناخبين سيكونون محكومين بما يتوافر بين أياديهم من أسماء، وبما يمليه عليهم أصحاب الشأن لتسيير دفة الانتخابات كما تريد الرياح، ومع ذلك سنحسن النوايا ونتمنى أن يقوم الناخبون باختيار ما تمليه عليهم الأمانة والقول الصادق.‏


أما عن وجود قائمة انتخابية يتقدم بها شخص الرئيس، فهي فكرة مطروحة، كنا نتمنى أن تنفذ تجنباً للمشاكل والتنافر في الأهواء والآراء، ولكن نخاف أن يكون لهذا التجانس دور سلبي في وجود الرأي الواحد الذي يبصم به الجميع، وبالتالي لن تتعدد الآراء المفيدة التي تغني النقاش كون الجميع على قلب واحد، وهذا ماسيفقد الموضوع أهميته.‏


لذلك علينا أن نتقن ثقافة الاختلاف، وطريقة التحاور للوصول للرأي السديد من خلال طرح الأفكار البناءة واحترام الآخر، ما دمنا في مركب واحد والهدف واحد.‏


الخلافات التي ظهرت في أكثر من اتحاد سابق أفسدت للود قضية، ووصلت الأمور في بعضها للتراشق بالكلام وبغيره، وكذلك الاحتماء بالمرجعيات من أجل الانتصار حتى لو كان الرأي خاطئاً، وتلك هي المشكلة.‏


مشكلة اتحاد كرة القدم وانتخاباته غطت على جميع الأخبار الأخرى وباقي الاتحادات التي ضحكت “بعبها” لعدم تسليط الضوء عليها، وتنام في شهر العسل.‏


مشكلتنا في الآلية التي تدار بها الاتحادات، وبهيكليتها التي تحتاج لإعادة نظر من كل الجوانب لنصل إلى ثقافة رياضية تتيح لنا أن نختلف لكي نرتقي، وليس لكي يسقط أحدنا الآخر، ومعه تسقط الرياضة وثوابتها الأخلاقية.‏

المزيد..