ضربــــة حـــرة….جعجعة بلا طحين

إثارة كروية في الملاعب وخلف المكاتب، هكذا يبدو المشهد الرياضي الذي طغت كرة القدم على واجهته، فلم تقتصر الإثارة على الدوري الممتاز، بل في دوري الأولى المؤهل للممتاز الذي بلغ أشده بين الساحل الباحث عن الصعود للمرة الأولى بتاريخه، وفرق جبلة والفتوة والحرية.


لست بصدد حسابات الصاعدين هنا، ولا الهابطين من هناك، ولا من سيحقق بطولتي الدوري والكأس، فالزملاء في أماكن أخرى من الصحيفة لابد أنهم كتبوها ولكنني أتكلم هنا عن إثارة جوفاء، لاتستند على ركائز كروية متينة، ولا تمنحك متعة قراءة تفاصيل المباريات بمهنية عالية، ولا تلبي شغف المتابع سواء في الممتاز أم الأولى.‏


لن أحمّل السنوات السبع العجاف مسؤولية كل هذا المستوى المتواضع، فالنشاط لم يتوقف، وجل مدربينا من “عتاولة” التدريب، كما يقولون عن أنفسهم، ومن المفترض أن يساهموا في رفع سوية الفرق التي يدربونها، ومن مهارة اللاعبين الفردية، لنرى على أرض الواقع نضجاً تكتيكاً، يعكس ثقافة وخلفية هذا المدرب أو ذاك، ولمساته على الفريق، كون بعض المدربين مستقراً نوعاً ما مع فريقه، وإن كان يعيب باقي الفرق غياب الاستقرار التدريبي الذي يؤثر على هذه الناحية، حتى أكون منصفاً للمدربين.‏


ارتفاع المستوى الفني للفرق، يعكس أيضا مستوى اللعبة بشكل عام، ومن المحزن أن يخرج الوحدة والجيش من المسابقة القارية الأضعف “كأس الاتحاد الآسيوي” وهما من أكثر فرقنا استقراراً وإمكانيات، وهذا يدلل على ما أقول من الضعف الذي ينتاب اللعبة التي تحتاج لمن يداويها بشكل صحيح. ومن أين لنا من يقوم بهذا الدور إذا كان جل من يجلسون تحت قبة الفيحاء، ومن هم محسوبون عليها، لايملكون هذه الفكرة بل ولم نسمع من أحدهم ماذا هو فاعل لتطوير اللعبة، فكل اهتمامهم منصب على تولي المناصب الأكثر سفراً ومنفعة، والبعض متفرغ للمشاحنات والنزاعات وتصفية الحسابات، ومما زاد في وجعنا الكروي، سيناريو حل الاتحاد وطريقة استقدام اتحاد جديد، وكأنهم بهذه الخطوة “طالعوا الزير من البير” مع أن القاصي والداني يعرف تماماً ماذا يدور في كواليس اللعبة، وما يحاك خلف المكاتب، وما نراه من إثارة إدارية تضاف لإثارة الملاعب التي يمكن أن نطلق عليها تسمية “جعجة بلا طحين”.‏


بسام جميدة‏

المزيد..