ضربــــة حـــرة..لكرتنا قصائد فرح

نتابع وبحرقة ما يجري في مفاصل كرة القدم، وأتمنى أن يكون ما يتم «طبخه» لتغيير جلد كرتنا الإداري، لمصلحة اللعبة أولاً وأخيراً بعيداً عما تخفيه الأنفس، وتظهره بعض الأفعال لبعض الأشخاص.


كرتنا السورية التي «لمّتنا» ذات حزن، وفرحنا بها ومعها، لاتستحق من يؤلمها هكذا، وجماهيرها المحبة التي خرجت وهي في عز سوادها ومأساتها، وقالت كلمتها للعالم وبصوت عال ومدوي، ها نحن هنا، شعب لايموت، وهاهي سورية التي حاولت الحرب والمؤامرة الكونية أن تدمرها، تخرج من بين الأنقاض، تفرح بواسطة كرة القدم “مالئة الدنيا وشاغلة الناس” وهاهو منتخبنا يجمعنا، ويفرحنا، فرجاءً لاتقتلوا الفرح فينا، لاتوأدوا الحلم الذي شب من جديد، لاتطحنوا بين رحاكم التي تدور وفق مصالحكم، أقدامهم التي أينعت فينا بسمة، وأورقت رغم العطش.‏


ضحكة كل طفل، وتصفيقة كل عجوز، وهتاف كل فتاة، وحماسة كل شاب، وزغرودة كل امرأة، لاتزال ترن في مسامعنا، وصورهم ماثلة أمامنا، وهم يهتفون لمنتخب الوطن، وهم يتابعون أنديتهم في المدرجات ومن خلال الراديو والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، لينفضوا عن أكتافهم غبار الحرب، ويرفعوا راية الحياة في وجه الموت.‏


أمانة عليكم أيها المارّون في مفاصل رياضتنا، ارحموا كرتنا، وأعملوا فيها بضمائركم، وضعوا الوطن أمانة في أعناقكم، ونصب أعينكم، وإذا شعرتم أنكم لن تستطيعوا، كونوا رجالاً، وارحلوا بسلام عن ظهر كرتنا.‏


سوريتنا تستحق منا الكثير، لاتجلدوا اللعبة بسياطكم، لاتمرغوا أنفها، من أجل «الكرسي» ولا من أجل سفرة، لا من أجل منفعة لن تدوم، ولا من أجل تكسير رؤوس بعضكم البعض، أو ممارسة لعبة «لي الذراع».‏


تجمّلوا بالروح الرياضية، تمثلوا شعارات المحبة والإخلاص والوفاء، تعملقوا على أنفسكم ولو يوما، فالوطن يستحق رجالا يعملون لأجله بإخلاص، وأن ينتجوا كرة قدم سورية بامتياز، وهذا ليس بكثير على السوريين، صناع الحضارة والتاريخ.‏


التاريخ لن يذكر الفاشلين كثيرا، الساعين إلى فتات الدنيا، ومصالحهم، بل سيخلد الناجحين، الذين يرسون دعائم النجاح باقتدار، وكلنا يرسم بمخيلته نجاحات وتألق هذا النجم أو ذاك، في ميادين الرياضة، بل ونكتب بحروف من ذهب، كيف تعزف كوادرنا في الخارج ملاحم العمل المثمر، ولكننا نكتب بسواد الأقلام من يدمر الرياضة ويجلد كرة القدم، ويقتل فينا أغاني الفرح.‏

المزيد..