ضربــــة حـــرة..قوة المنافسة والإمكانيات

المتابع لمنافسات مرحلة الذهاب لأندية الدرجة الأولى المؤهلة للصعود إلى دوري المحترفين، يدرك أن أوراق الفرق الستة (جبلة والساحل والحرية والفتوة والكسوة وجرمانا) متشابهة نوعاً ما،


ويتم التفاضل بينها بالخبرة والإمكانيات التي قد ترجح كفة فريق على آخر.‏‏


الطامحون الستة، لديهم رغبة عارمة بالتأهل، وإن كانت لدى جبلة والحرية والفتوة تبدو أقوى، ولكن كنت أتمنى لو أن أحدها قال على لسان إدارته، إننا نلعب لاكتساب الخبرة، ومن ثم نفكر بالتأهل، بعد أن نكون ضمنا المال الكافي والإمكانيات التي تليق بحضورنا بالدوري الممتاز الذي يحتاج إلى “هز كتاف” دون أن نمد بساط الإعانات أمام القاصي والداني.‏‏


لايمكن مصادرة طموح أحد الفرق، ولكن “رحم الله امرئ عرف حده ووقف عنده” حتى لايصبح الصاعد هابطاً دائما، كما حدث في مواسم سابقة مع فرق تشكو من قلة الإمكانيات المادية، ولم يقف أحد معها، وقد شاهدنا مأساة نادي الجزيرة المالية، وكيف تدبر أموره حتى استطاع أن يكمل الموسم ليهبط بسلام، وسبقته فرق أخرى في المعاناة لا أريد أن أعددها، ولكن ما أود الإشارة إليه ضرورة أن يتم تدعيم أسس الصعود أو المنافسة وحتى البقاء بشكل سليم، حتى نؤسس لرياضة صحيحة، ونتابع كرة قدم متطورة على الأقل، بدل هذا المستوى المتدني والمتقلب لمعظم الفرق.‏‏


ليس بالحماس وحده نبني كرة القدم، وليس بالعواطف وحدها تفوز وتمنح الثقة لهذا وتحجبها عن ذاك، فغالبية فرق الدوري تعاني ما تعانيه من المنغصات المادية، وغياب الاستقرار الفني والإداري، ومن الشللية، والمشاكل التي تجعل المشهد الكروي باهتاً ويعاني من الضبابية، ويصبح الكل مشغولاً بتقاذف التهم وحل المشاكل، وحتى المدرب الذي لايضمن بقاءه لفترة معينة، لايبني عمله على فترة طويلة، بل يعمل بشكل آني، وحتى لو كان فريقه متصدراً فإنه لايسلم من النقد والدسائس.‏‏


تلك هي أمراض كرة القدم عندنا، وإن كنت بدأت بالحديث عن الفرق التي تنافس على الصعود للممتاز، فلأني لم أجد الفارق كبيراً بين كل الفرق، سواء في الأولى أم الممتاز، وهذا دليل على قوة المنافسة وعلى أنها متقاربة، وفي كثير من الأحيان لايشفع التاريخ لصاحبه إن لم تسانده مقومات أخرى تساهم في الثبات، ولتصبح منافسات الدوري عندنا قوية ومثيرة وتستحق المتابعة.‏‏

المزيد..