لن أتحدث اليوم عما يجري في قبة الفيحاء، ولا عن أنباء استقالة أعضاء الاتحاد وكواليسه، فالمشهد لايزال ضبابياً، ويحتاج لمزيد من التروي لقراءة ما بين الأسطر،
وإن كانت بعض الأمور واضحة للعيان، وهي نتيجة تجاذبات كثيرة ومتشعبة، وسأتحدث بالتحديد عن نتائج فريقي الجيش والوحدة في الكأس الآسيوية بالجولة الأخيرة، ونتائجهما العجيبة والغريبة التي تدلل على أمور كثيرة، وعلى الكيفية التي تدار بها كرة القدم السورية، وما تفرزه من خيبات باتت مزمنة.
من المفترض أن يكون الوحدة والجيش الأكثر استقراراً ودعماً وإمكانيات، وقد فاز الأول في الأسبوع قبل الفائت على الأنصار، وتعادل الثاني مع العهد، وبعد سبعة أيام يخسر الفريقان، بطريقة تدعو للعجب..!
ولو عرجت قليلاً على الدوري المحلي أيضاً لوجدت أن الفريقين من فرق المقدمة، وقد عانى الوحدة حتى فاز على الجهاد، ولم يكن وضع الجيش بأفضل مستوى فنياً، وحتى فريق الاتحاد يقاسمهم ذات الهم في تذبذب المستوى، فما السبب..؟
بصراحة هذا هو واقعنا الكروي، وهذا هو مستوانا الحقيقي، وأي خروج عنه يعتبر “فورة” لا تلبث أن تخمد بزوال الحماس الذي يلف عمل الجميع، ومن يقول غير ذلك فهو يجافي الحقيقة والواقع الذي استفحل فيه العمل الارتجالي في الرياضة السورية بشكل عام.
نشاطنا الكروي يأتي تحت بند أداء الواجب فقط، وليس من أجل تطوير اللعبة التي تحتاج إلى عمل أكثر من هذا بكثير، وإلى خطوات فاعلة على كل الصعد.
وما معنى أن يتم تغيير أكثر من 28 مدرباً حتى اليوم في فرقنا، ولماذا يغيب الاستقرار الفني والإداري، وكيف ينعكس ذلك على مستوى اللعبة بشكل عام ؟
هذا التخبط الكروي لم يفرز لنا دورياً قوياً، ولا منتخبات فاعلة أو مشاركات خارجية محترمة لفرقنا السورية، اللهم سوى تلك “الهبات”.
عمل المدربين ليس سوى اجتهادات، وعمل آني، لأن المدرب يدرك تماماً أنه لن يستمر، وسيطير مع أول نكسة وهتاف جماهيري مغرض من قبل من يريد تطفيش المدرب، ليضع مكانه شخصاً آخر.
إدارات الأندية جلها من الهواة تدير الرياضة، ولاعبونا محترفون بالاسم فقط، وجميعهم غير متفرغين للعبة.
هذا هو حالنا الكروي، فعن أي تطور يتحدثون ..؟
بسام جميدة