دمشق – حوار مفيد سليمان:أحمد قوطرش وصل إلى رئاسة نادي الوحدة البرتقالي الدمشقي أحد أكبر أنديتنا شعبية وفق التسلسل المنطقي،
فقد كان لاعباً وحين اعتزل تدرج بالعمل الإداري في النادي وأكثر ما شغله عضوية إدارة نادي الوحدة مع أكثر من رئيس لهذا النادي، تميز بمحبته ووفائه للنادي الذي انتمى إليه ومازال، وحين حانت الفرصة تقدّم للانتخابات رئيساً لهذا الصرح الرياضي الكبير، فنال الثقة ومازال مستمراً فيها رغم المرحلة التي شهدت ظروفاً صعبة للرياضة السورية ومن خلالها الأندية. ولم يخفِ السيد أحمد قوطرش ابتسامته وسعادته أثناء لقائنا به للوضع الجيد الذي وصل إليه ناديه مادياً ومعنوياً واستقراراً لميزانيته والتي أصبحت بلا ديون بل أصبحت خزينته مليئة ورابحة وتحول النادي من مستهلك لنادٍ منتج بعد أن كان غارقاً بالديون.
البداية..
البداية كانت عام 2009 وفي الشهر العاشر تحديداً دخلنا الانتخابات وكلنا قناعة بالهدف الذي نسعى لترجمته وهو تطوير النادي والارتقاء بألعابه للأفضل والنهوض به للأعلى والخروج من قوقعة الأزمة التي يعيشها النادي مالياً.
الاستثمارات سابقاً ولاحقاً..
وضعنا خطة من عدة مراحل وبدأنا العمل عليها لنقل النادي من موقع المديونية إلى موقع الاستقرار المالي والإداري وتحويله إلى مؤسسة رياضية رابحة ومنتجة وصانعة للأبطال والارتقاء به نحو الأفضل بين الأندية السورية والحفاظ على تثبيت مكانته وسمعته وموقعه على امتداد الجغرافيا في كل جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية والرياضية والإعلامية والسياسية وكان لنا ما أردناه وتحقق. بعدها توجهت الإدارة إلى الزيادة في تغيير الحال المرير إلى حال رفيع ومميز عبر استخدام الإمكانيات المتاحة مادياً ومعنوياً وتوظيف الأفكار وترجمتها إلى أفعال، حيث كانت خزينة النادي لا يدخلها سوى ثلاثة ملايين ليرة سورية فقط لا غير من ريع صالة الأفراح، وكانت صالة البولينغ معطلة ولم نستفد منها، والمسبح غير مستثمر بسبب المشكلات مع المستثمر السابق حتى استطعنا الحصول على قرار الإخلاء الإداري وإعادته للحياة والدوران مع مستثمر جديد.
لاعجز لدينا..
ويتابع القوطرش قائلاً: قررت الإدارة بالإجماع وبالاتفاق على طرح استثمارات جديدة رويداً رويداً بشكل منظم وفق القوانين والأنظمة المعمول بها في نظام منظمة الاتحاد الرياضي العام ونظام الأندية، فبدأنا برفع قيمة الاستثمار وبدأنا من صالة الأفراح حيث وصل استثمارها 89 مليون ليرة سورية سنوياً، بينما كانت قبل 2009 ثلاثة ملايين، وهذا بالوثائق والآن نطرح استثمارات جديدة لدعم النادي مادياً، إضافة إلى الاتفاق مع مجموعة ألف محب من الداعمين للنادي وتلافي العجز المالي القديم وهناك استثمار لصالة البولينغ وللملاعب العشبية الصناعي ولدينا اتفاق مع شركة جود وهناك مذكرة تفاهم مع منظمة الهلال الأحمر لاستثمار موقف السيارات بالنادي واستثمارات أخرى متعددة سنعلن عنها قريباً.
الاكتفاء الذاتي..
ويضيف القوطرش: إننا نسعى للاكتفاء الذاتي بعد الوصول إلى مرحلة الأمان والاستقرار وقد أصبحت استثمارات النادي تتجاوز 75 مليون ليرة سورية فائض وأكثر، هذا إلى جانب استثمار عقود اللاعبين والسعي للحصول على مبلغ كبير من عقد اللاعب المحترف خارجياً عمر خريبين قريباً جداً، وللعلم فإن جميع المزادات للاستثمارات طرحت بشكل علني وفق دفتر شروط وبموافقة المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام.
إذاً نحن في الاتجاه الصحيح ليكون لدينا اكتفاء ذاتي في الواردات المالية من الاستثمارات وهذا يدفعنا لاستثمار مشاريع جديدة أخرى على أرض النادي تقوي نادينا وتحافظ على كيانه وهيبته بين الأندية ويصبح نادياً منتجاً معتمدين على منشآتنا الحيوية وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن مجلس إدارة النادي منسجم ومتعاون ومتفاعل ويعمل بعقلية العمل المؤسساتي لتأسيس طريق صحيح وسليم للأيام القادمة ولمن يأتي بعدنا ليكون لديه القدرة على صناعة بطل وصناعة رياضة، وقد يسأل سائل عمّا نقول فله الحق ونحن من حقنا التوضيح والرد الموضوعي والمنطقي وخاصة أمام جماهيرنا العاشقة والمحبة والحريصة وبالفم الملآن سنقول كلمتنا وقناعاتنا بما نعمل لرفع سوية النادي وألعابه عبر التخطيط السليم ووضع الخطط وفق روزنامة عمل سنوية بمباركة المشرفين على الألعاب بالنادي ونعمل كأسرة واحدة لنجاح أي نشاط نقوم به أو نشارك به.
مشاركة آسيوية..
ويشير القوطرش بالقول: إننا ومنذ أربع سنوات نشارك في مسابقة الاتحاد الآسيوي ونلعب خارج أرضنا وهذا يحتاج لمصروف مضاعف وإضافي يضاف إلى المصاريف المحلية للألعاب جميعها ومع ذلك نحن بخير والحمد لله ونعلمكم أيضاً أن جميع المستحقات والمكافآت والرواتب يتقاضاها مستحقوها في حينها، قد نتأخر لمدة قصيرة لا تتجاوز الشهر لكننا لم نتأخر أكثر من ذلك بسبب تدفق المال من المستثمرين في النادي وهذه حالة إيجابية تعيشها أغلب المؤسسات المنتجة فلا حرج بهذا الأمر وهذا يصب في سياسة مجلس الإدارة الناجحة والمهتمة بحل أي قضية عالقة ولا بدّ من قول كلمة طيبة بحق رياضتنا، وهي إذا كانت رياضتنا ورياضيونا ووطننا بخير فنحن بخير.
الألعاب وتطويرها..
فيما يخص كرة القدم والسلة القوطرش يقول:هي الهم والاهتمام ولأننا نعمل على تطويرها مع أعضاء مجلس الإدارة والمشرفين والقائمين على اللعبة وبالذات مع الأخ غياث دباس مدير الكرة بالنادي الوحداوي الذي يبذل جهداً كبيراً ومضاعفاً للحفاظ على تألق الكرة وتطويرها، نعمل بيد واحدة على كل الألعاب ولكل الفئات وهو يستحق الشكر الكبير على كل ما يقوم به تجاه النادي وألعابه فهو الداعم الأول للنادي، لذلك نقول صناعة اللاعب تحتاج للوقت وللاستقرار وللمتابعة الدؤوبة، هذا هو الواقع وبصراحة سبق وخسرنا 45 لاعباً من كل الفئات بسبب الأزمة التي عصفت ببلدنا وبناه التحتية وبالرغم من كل ذلك تجاوزنا الصعوبات وتغلبنا عليها وحافظنا على الاستمرار والعطاء بلا توقف ووضعنا إمكانياتنا تحت تصرف قيادة بلدنا ووفرنا فرص النجاح بالعمل وتجاوز المحن والعقبات بالرغم من كل الحصار والعقوبات علينا وعلى بلدنا فهذا واقع لكننا ترفعنا وواجهنا وصمدنا وأملنا كبير بالوطن وسنبقى نعطي حتى يأتي من بعدنا ويستلم الدفة ويكمل من حيث وصلنا، ولاشك أن بقية الألعاب الأخرى مثل السلة التي لا تقل أهمية عن كرة القدم فهي رديفة لها لا بل توازيها وأيضاً لكرة الطائرة التي أطلقناها منذ عامين بقوة والملاكمة والسباحة وغيرها لها أهمية كبيرة لدينا ونأمل أن نستطيع الوصول بها إلى الأفضل وإلى المحافل العالمية.