ضربــــة حـــرة نعيش على التفاؤل

يبدو أننا سنبقى محكومين بالأمل، الذي عشنا وسنعيش عليه طويلاً، في ربوع رياضتنا التي غالباً ما تعتمد على الحماسة، والمناسبة الآنية في العمل والمشاركات وحصاد النتائج التي نتغنى فيها “عالطالعة والنازلة” مع أن بعضها قد يكون في دورات عادية جداً.


لست بوارد اللوم هنا، ولكن سأحاول الإشارة الى ما تم حصاده خلال عام رياضي مضى، هل جاء نتيجة تخطيط مسبق أم إنه مجرد عمل ارتجالي..؟‏


وهل ستنفذ الاتحادات الرياضية ما طرحته في مؤتمراتها السنوية من أفكار، ولا أقول خططاً، وماذا ستفرز لنا من مواهب وأبطال..؟‏


وهل خسارة منتخبنا الأولمبي بكرة القدم مع نظيره الأسترالي صبيحة يوم الخميس الفائت، تأتي ضمن مسلسل الخيبات الكروية التي بتنا نتعايش معها لضعف التخطيط والاتكال على الظروف التي نتمنى فقط أن تأتي وحدها لصالحنا، ولكنها تأبى ذلك..؟‏


وهل نسمع من أحدهم بياناً رياضياً يطمئن فيه قلوبنا أننا سنتواجد ولو بمشاركة لائقة في أولمبياد طوكيو الذي سيحل علينا بعد عامين من الآن، وأن العمل سيكون على قدم وساق من أجل تحضير الأبطال بمعسكرات لائقة وتأمين ظروف الإعداد لهم ليقطفوا لسورية ميدالية أولمبية تعادل ما نلناه من ميداليات خلال أربع سنوات ماضية..؟‏


وهل سيكون مشروع البطل الأولمبي حاضراً بقوة من خلال إستراتيجية ناجحة تمكّن الاتحادات الراغبة بتأهيل بطل أولمبي بمستوى عالٍ، خصوصاً أن اللجنة الأولمبية ترصد منحة مالية محرزة لهذه الغاية..؟‏


لن أكثر من تعداد الأمنيات ولا الطموحات، التي نريدها أن تبتعد عن دائرة الأماني فقط، لتدخل دائرة العمل الفعلي القادر على أن يضع اسم سورية في لوائح الميداليات الحقيقية، بالاعتماد على خطة عمل سليمة ورصد ما يكفي لها من الأموال، لتصبح رياصتنا نوعية وبامتياز.‏


من المفترض أن نكون قد استفدنا من تجاربنا السابقة بحلوها ومرّها، لتكريس النجاح القائم على دعامات قوية ونبذ الفشل والفاشلين، لأن الرياضة لم تعد هرولة بالحماسة فقط بل تتطلب الكثير الكثير، ومن أهمها الكادر البشري الذي يستطيع إيجاد هذه النقلة النوعية وبكل جرأة واقتدار.‏


نُطالب مَنْ بالضبط ؟ هذا هو السؤال الذي يأتي أكثر حيرة، ومع ذلك نثق أنه لابد أن هناك من يقرأ سطورنا، ويتوجّع لوجعنا، وطموحه ذاته طموحنا.‏


بسام جميدة‏

المزيد..