حلب – عبد الرزاق بنانه:ست نقاط غالية حصدها فريق الاتحاد في الأسبوعين الأخيرين من دوري المحترفين بعد الفوز على ناديي تشرين والطليعة،
أعلن بعدها اتحاد الكرة توقيف الدوري بسبب مشاركة منتخبنا الوطني في النهائيات الاولمبية التي ستقام في الصين، واعتبر اتحاد الكرة أن فترة توقف الدوري بمثابة استراحة ما بين الذهاب والإياب وسيتم استكمال المباريات المتبقية مع مباريات مرحلة الإياب.
الوفاء بالوعد
مع نهاية المرحلة تربّع الاتحاد على صدارة الفرق بمشاركة نادي الوحدة وبذلك يكون المدرب مهند البوشي قد وفى بوعده حين صرح بعد تعادله مع نادي الحرفيين في المباراة الأولى بأن فريقه سيكون بين الأندية الثلاثة الأولى بعد نهاية مرحلة الذهاب ورغم المركز المتقدم الذي حققه الفريق ما زال البعض يتحدث عن عدم ارتقاء المستوى الفني خلال بعض المباريات التي لعبها الفريق في هذه المرحلة.
أسباب
من خلال تقييم الأداء في المباراتين الأخيرتين للفريق أمام تشرين والطليعة نجد أن ما تحدث به البعض عن تواضع في الأداء في مباراة تشرين لامس الواقع رغم الفوز والنقاط الثلاث التي تحققت، فالمباراة لم يرتق فيها أداء فريق الاتحاد إلى المستوى المطلوب وحفلت بالعديد من الأخطاء وخاصة في الشوط الثاني حيث كان هناك فوضى في تسليم الكرة عبر الخطوط الثلاثة وكان التشتيت عنواناً بارزاً لجميع اللاعبين، البعض أكد أن أهم الأسباب لعدم تقديم الاتحاد الأداء المطلوب منه عندما يلعب في حلب هو ملعب رعاية الشباب فأرض الملعب غير صالحة لنقل الكرة بسهولة وتوثر بشكل سلبي ومباشر على فريق يضم بين صفوفه مجموعة كبيرة من النجوم، وإذا استعرضنا المباريات التي لعبها الفريق في الشهباء على ملعب الرعاية هي أمام الحرفيين والجيش والنواعير والجهاد وتشرين، ونجد أن الفريق لم يقدم في معظم هذه المباريات المطلوب منه فنياً، بالمقابل إذا انطلقنا للمباريات التي لعبها خارج ملعبه أمام المجد والكرامة وحطين والوحدة والوثبة والطليعة كان هناك إجماع أنها كانت الأفضل وبفارق كبير حيث قدّم الفريق الأداء الفني المطلوب منه.
استثنائية
كان هناك إجماع من جميع الخبرات الكروية التي تتابع فريق الاتحاد أن مباراته الأخيرة أمام الطليعة كانت استثنائية بكل شيء فالأداء كان الأفضل منذ انطلاق الدوري، فالفرص الضائعة التي سنحت للفريق كانت الأغلى والانضباط التكتيكي للخطوط الثلاثة كانت متميزة وخط الدفاع كان في أحلى أيامه من الانسجام والتفاهم ومشاركة لاعبي الأطراف بالهجمات وخاصة في الجهة اليمنى بواسطة الظهير العصري زكريا حنان الذي لعب الكرات العرضية الموزونة إلى منطقة العمليات كانت الأميز بالإضافة إلى تنفيذ الكرات الثابتة وخاصة الركنية بطريقة مدروسة ومتقنة ومنها جاء هدف المباراة الوحيد..
مثالية
إذا بحثنا بالعمق عن أسباب الأداء الملفت في هذه المباراة نجد أن أرض الملعب كانت من أفضل الملاعب، ما ساعد اللاعبين على تقديم واجباتهم، بالإضافة إلى التشكيلة المثالية التي لعب بها وهي الأبرز رغم مطالبة البعض بمشاركة المهاجم عبد الله نجار بدلاً من رأفت مهتدي (وسيكون لنا وقفة مطولة بهذا الموضوع في الأسبوع القادم) فالخطوط الثلاثة حققت الانسجام التكتيكي فيما بينها وجميع الهجمات كانت تنفذ بالاعتماد على التمريرات القصيرة والبينية مع التأكيد على الحالة المثالية للاعبي الارتكاز الأصيل والكروما اللذين ساهما بشكل كبير فيما قدمه الفريق من أداء ملفت، حيث كان التفاهم والانسجام واضحاً مع اللاعب زكريا حنان الذي اعتمد عليه في بناء الهجمات في معظم مراحل المباراة، فيما كانت مهمة الظهير الأيسر حازم محميد دفاعية أكثر، ما نفذ في هذه المباراة كان نتيجة عمل مدروس من المدرب مهند البوشي خلال أسبوع قبل المباراة وتم تنفيذ التمارين اليومية بانضباط عالٍ بسبب تواجد مدير الكرة الكابتن وائل عقيل في جميع التمارين وهذا يحدث لأول مرة منذ انطلاق الدوري بالاضافة إلى مساهمته في رفع الحالة المعنوية للاعبين.
شروط النجاح
معادلة النجاح تكتمل عندما يكون التفاهم والانسجام والاحترام المتبادل بين الجهازين الفني والإداري مع اللاعبين هو السائد وهذا بات متوافراً في صفوف الفريق الأحمر الذي يحتاج إلى جهود مخلصة من أجل الإسراع في تجهيز ملعب السابع من نيسان بالسرعة الكلية والبدء بعملية تأهيل ملعب الحمدانية ليكون جاهزاً لاستقبال المباريات الرسمية، فالشهباء ونادي الاتحاد وجماهيره يستحقون مزيداً من الاهتمام.