تتقاسم مفاصل رياضتنا أوجاعها، وتكاد تكون أمراضها مشتركة، بل وبعضها مزمنة، وهذا ليس من باب التشاؤم، أو النظرة السوداوية أو النظر فقط لنصف الكأس الفارغ، لأني ما اعتدت هذا طوال متابعتي للشأن الرياضي،
ولكنني أتحدث عن وقائع متكررة، تحدث هنا وهناك، وتستلزم معالجة جذرية، لا آنية لا تقدم ولا تؤخر.
استقالات في اتحاد السلة، وسبقه ترميم في عدد من الاتحادات، وإبعاد في بعضها الآخر، وكذلك الأمر ينطبق على إدارات الأندية في مجملها التي لا تعرف الاستقرار مطلقاً، سواء في إدارات الأندية الكبيرة أم الصغيرة وبمختلف الدرجات، ناهيك عما يحدث من تجاذبات في مفاصل أخرى كثيرة، وفي النهاية تخرج الحلول آنية، إما بالحل وإما بالترميم، وإما بإبعاد البعض عن هذا المكان أو ذاك.
وأحياناً يطول الإبعاد خبرات رياضية تم صرف الكثير عليها من الأموال العامة لتكتسب المعرفة، ونتيجة الأجواء المشحونة وغير المستقرة، يذهب الصالح بالطالح.
هذا الواقع هل يمكن أن يفرز لنا رياضة نوعية تستند على دعائم قوية، وما المطلوب بالضبط لكي تستقيم الأمور بشكلها الجيد، وهل تكفي الاجتماعات الروتينية، والقرارات التي تتمخض عنها لتكون لدينا رياضة تلبي الطموح ؟
فاتحاد كرة القدم لا يعرف حتى اليوم كيف يختار مدرباً لمنتخبه الأول من أجل نهائيات قارية تستعد لها كل المنتخبات المتأهلة بشكل جدي منذ اليوم ؟ إلا نحن لازلنا نركض وراء سراب والرؤية قاتمة.
وكذلك الأمر ينطبق على اتحادات كثيرة، بعضها يعمل وبعضها الآخر يغط في نوم عميق ! والبعض يستحق لقب الاتحادات المدللة.
ليدلني أحدهم على مفصل من مفاصلنا لايعاني من مشاكل لاحصر لها، ولا يتقارب العاملون فيه إلا عندما يكون هناك لقطة فوتوغرافية أو تصوير تلفزيوني.
وحتى لاينبري لي من يقول إن الاختلاف في وجهات النظر ظاهرة صحية، لأنني أدرك أن مثل هذا الخلاف مفيد عندما يأتي تحت بند الحوار المثمر بوجود رؤية تكاملية تهدف للبناء، والانطلاق للأمام، ويكون داخل الاجتماعات، وضمن المؤسسة الرياضية، ولكن للأسف غالباً ما يخرج إلى دائرة أوسع، ليصل إلى حد تقاذف التهم وربما الشتم، وتصبح مادة دسمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
المطلوب حالة رياضية صحية أكثر مما نعايشه اليوم لكي تستقيم الأمور، فمن يستطيع تقويم هذا الاعوجاج ومعالجة الخلل..؟
بسام جميدة