الوقت الضائع..(تيكي تاكا) غوارديولا

عندما سطع فريق (دريم تيم تو) في القلعة الكاتالونية بسط برشلونة سيطرته على الكرة الإسبانية والأوروبية والعالمية وصُبغت مجمل لقاءات الكلاسيكو باللون الكاتالوني وكثيراً ما تحول ريـال مدريد


لحمل وديع أمام البرشا من حيث السيطرة والفرص حتى ببعض المباريات النادرة التي فاز بها الملكي حينها، فترقصت على أنغام (التيكي تاكا) أجيال وتغنت على وقع إبداعات ميسي وثنائي الوسط الاستثنائي إكزافي وإنييستا شعوب، وبات غوارديولا المدرب العراب لهذا الفن الراقي حديث الكثير من المدربين والنقاد والمحللين، غير أن البعض المتطرف منهم أرجعوا ذلك إلى البرغوث الفريد ميسي وبعض دهاة خط الوسط الخالدين.‏


وعندما حط المدرب بيب رحاله في ميونيخ رباناً لقلعة البافاري المرعبة فرض الأسلوب ذاته وعندما جافته الكرة بأحكامها الجائرة في الشامبيونزليغ فقط لم يتجرأ أحد على الطعن بحقيقة أن أسلوب (التيكي تاكا) نجح في الميادين الألمانية المعروف باللياقة العالية والشخصية القوية والقتالية المتناهية على الكرة.‏


وعندما أتى إلى إنكلترا مديراً فنياً لنادي مانشستر سيتي عانى في موسمه الأول لدرجة أنه اعترف بصعوبة أجواء البريميرليغ مقارنة مع الليغا والبوندسليغا فخرج في موسمه الأول صفر اليدين وتبجح المحللون بأن المنهج المعروف عن غوادريولا محال نجاحه في الدوري الأصعب في العالم، ولكنه عاين الخصوم وتعرف على نقاط قوتهم فأعد العدة لموسم واعد تنتصر فيه فلسفته الكروية وهكذا كان، على الأقل بعد نصف المشوار، فها هي (التيكي تاكا) تخترق الدوري الأقوى عالمياً، فبدا مانشستر يونايتد بعرينه اسماً بلا جسم كإعادة لنهائيي الشامبيونزليغ 2009 و2011 اللذين استعجل فيهما المدرب الأسطوري لليونايتد السير فيرغسون صافرة نهايتهما، ولم يسلم ليفربول من الفضيحة فتعرض المدرب الألماني كلوب للخسارة الأثقل مع الحمر، واستسلم توتنهام أمامه مضمراً الإعجاب، وتحدثت وسائل الإعلام البريطانية بأن المدرب الإسباني استنسخ الوحش الكاتالوني في مانشستر، فكان نتاج ذلك مسارعة إدارة السيتي لمحاولة تحصين المدرب والتجديد معه بعقد طويل الأمد، ولا خلاف أن المستفيد الأبرز مشاهدو الدوري الإنكليزي الذين يتنامون بشكل ملحوظ لأن الانتصار بالنهاية للكرة الجميلة.‏


محمود قرقورا‏

المزيد..