انتظرت جماهير الكرة في بلاد الضباب الديربي المانشستراوي الأحد الفائت على أحر من الجمر، وكان المتابعون يمنون النفس بإعلاء كلمة الشياطين الحمر مستفيدين من عاملي الأرض والجمهور لأن سيناريو كهذا كان كفيلاً بضخ دماء جديدة في شرايين الدوري، ولكن الذي حصل عكس ذلك.
فإذا كان فوز مانشستر سيتي متوقعاً نظراً لتفوق غوارديولا على مورينيو من جهة وطريقة اللعب الهجومية من جهة أخرى، إلا أن إحصائية المباراة كانت صادمة لجماهير أولد ترافورد، فالسيطرة التي بلغت 65 بالمئة مقابل 35 رغم عاملي الاستضافة والجمهور البالغ خمسة وسبعين ألفاً لم تكن مفهومة عند محبي اليونايتد، ولكنها أكدت في الاتجاه المغاير نجاح غوارديولا في فرض أسلوبه في الملاعب الإنكليزية التي ظنها النقاد ضرباً من المستحيل، وذلك لم يشكل عائقاً أمام مدرب فرض الأسلوب ذاته في الليغا والبوندسليغا.
التمريرات الصحيحة بلغت 261 مقابل 530 وهذا مؤشر لفريق هيمن وانتزع الإعجاب وفريق لم يكن همه سوى الخروج بأقل الخسائر معتمداً على الهجمة والأمان بحارس تنطبق عليه مقولة نصف الفريق.
عدد اللمسات 971 مقابل 1798 والضربات الركنية 2 مقابل 8 والإنذارات 2 مقابل 4 والتسديد على المرمى 8 مقابل 14 وكل ذلك لمصلحة السيتي الذي لم يسرق الانتصار الذي جعله محلّقاً أكثر.
مكاسب السيتي كانت أكثر من مجرد ثلاث نقاط فالفوز هو السادس بمعقل الشياطين الحمر ملعب الأحلام وهذا لم يبلغه في المسمى الجديد للدوري إلا تشيلسي وبفضل الهدفين رفع السيتي رصيده إلى 29 هدفاً بملعب جاره الأكبر في الدوري الممتاز كرقم قياسي.
العيون باتت ترقب السيتي أكثر وجماهير الكرة الإنكليزية تنتظر منه إعادة هيبتها في أهم البطولات على صعيد الأندية الشامبيونزليغ، وما هو مؤكد أن الفريق سيكون بين الأندية الثمانية في ربع النهائي عطفاً على القرعة، بينما اليونايتد سيكون منافساً شرساً على الكؤوس، الرابطة المحلية وكأس إنكلترا والشامبيونزليغ وهذا ليس ببعيد لأنه بإمكانيات أقل فاز في الموسم الماضي بكأسي الرابطة واليوروباليغ.
محمود قرقورا