فتحت جائزة أفضل لاعب آسيوي التي نالها لاعبنا عمر خريبين المحترف مع الهلال السعودي باب الطموحات مشرعاً أمام اللاعبين السوريين الذين يلعبون في الأندية الخارجية،
للتألق بشكل أكبر، والاعتناء بأنفسهم وصقل مهاراتهم بطريقة أفضل، وضرورة بذل المزيد من الجهد، بعد أن أدركوا قيمة الاحتراف،ومردوديته عليهم من كل النواحي.
النشاط المحلي، كان في السابق مفتاحاً للنجومية، وبوابة للتصدير الخارجي، ولكنه كان باباً ضيقاً، لم يعكس أو بالأحرى لم يبرز نجومية لاعبينا كما تم إبرازها في الاحتراف الخارجي.
لعل الكثيرين يتساءلون عن السبب، فالملاعب السورية لم تكن يوماً ما إلا ولّادة للنجوم، ومع ذلك كانت نجوميتهم محدودة، والطلب عليهم كان قليلاً، وبكل الصراحة، يصل لاعبنا للفريق الأول ولازال يبحث عمن يعلّمه بعضاً من أبجديات الكرة، والكثير من التكتيك وفنون اللعبة، ومن يبرز هو بالأصل موهوب ومهاري وكما يقولون “لاعب فلتة”.
من النادر أن تجد مدرباً صنع لاعباً استثنائياً، أو استطاع أن يوظف قدراته بالشكل المطلوب ليكون نجماً يشار إليه بالبنان، كما نشاهد لاعبينا اليوم في الخارج، وهذه هي المعضلة التي تصيب كرتنا بمقتل.
السومة كان بيننا، وكذلك كان الخطيب والجفّال والعجّان والصالح والمصري وقلفا، وغيرهم ممن تطول بهم القائمة، فلماذا لم ينالوا هذا الزخم والنجومية، ومن الذي يقزّم مواهبنا، وبالتالي يقتل كرتنا السورية ؟
عدي الجفال نال لقب أفضل محترف في العراق منذ عامين، ولكن مزاجية البعض أبعدته عن المنتخب، وقصص مشابهة كثيرة تقبع في صدور اللاعبين تجعلهم يصمتون عن معاناتهم لكي يأخذوا فرصتهم مع ناديهم أو منتخبات بلادهم.
لاعبونا يحتاجون لمن يخرج مواهبهم، ويعرف كيف يستثمرها لا أن يكبتها، وكرتنا تحتاج لمن يعرف كيف يديرها باحترافية عالية لكي تستفيد من ابنائها لتكبر بهم ويكبرون بها.
شكراً للسوري وابن نادي الوحدة عمر خريبين الذي أفرحنا.
شكراً للنسور السورية التي تحلّق في ملاعب العالم.
شكراً لكل لاعب وجد نفسه بعد أن كان تائهاً في ملاعبنا.
شكراً للظروف، وإن كانت قاسية علينا، لكنها أينعت في نفوس رجالنا، وأبرزت مواهبهم الكثيرة، وسنعود مرة أخرى للحديث عنها بزاوية قادمة إن شاء الله.