نتعامل مع موضوع اختيار مدرب عالي المستوى لتأهيل كرتنا السورية وإعداد منتخباتنا الوطنية، ومنها بالدرجة الأولى منتخبنا الأول،
بكل جدية وثقة، دون أن نقلل من أي تصريح يصدر من تحت قبة الفيحاء، ولا من القيادة الرياضية، على أساس أن الجميع يعمل من أجل المصلحة العامة، وبعد أن أيقنوا تماماً عقب العرض المتميز الذي قدمه لاعبونا المحترفون في الخارج مع المنتخب في التصفيات المونديالية، أن هؤلاء وغيرهم من المتميزين يحتاجون لمن يزيد من معارفهم ويتعامل مع إمكانياتهم ومهاراتهم بطريقة عالية وناضجة تكتيكيا، كونهم يتعاملون مع مدارس تدريبية متنوعة في أنديتهم الخارجية، وبات سقف المدرب المحلي لايلبي الطموح، على حد قول وقناعة القائمين على اللعبة، حتى وإن جاءت هذه القناعة متأخرة، ونحن الذين تحدثنا بها قبل سنوات عديدة، ولكن أحداً لم يكن يريد أن يستمع حينها.
هذه القناعة نتمنى أن تتجسد على أرض الواقع لتثمر كرة سورية متطورة، مبنية على أسس صحيحة، بعيدا عن سيناريوهات قد تكون أعدت مسبقاً في الغرف المغلقة لتبديد هذه القناعات المعلنة للبعض، من أجل الإبقاء على بعض المصالح الضيقة لبعض قاصري النظر في هذه المسألة، ولكي يبقوا على أن رأيهم هو الأصلح، كي لايظهروا أنهم مخطئون في خطواتهم، مع أن “العودة عن الخطأ فضيلة”.
الحياة التدريبية لأربعة مدربين باتت في يد لجنة المدربين، التي تم حصر خياراتها بهؤلاء، وعليهم أن يفاضلوا بينهم، وإن لم يتم تأمين التمويل اللازم لأحد هؤلاء المدربين من الاتحاد الدولي أو الآسيوي أو الحكومة، فسيتم اللجوء مرة أخرى للمدرب المحلي، وأيضا الخيارات محددة بثلاثة أو أربعة مدربين، أو العودة للحلقة الأولى من هذا المسلسل الذي نتمنى ألايكون تراجيدياً أبداً.
الخطوة الأولى ستكون صعبة، وسيكون من الصعب على البعض أن يتخلى عن قناعاته بهذه السهولة، ولكن لو أرادوا فعلاً بناء اللعبة بطريقة تفكير جديدة، سيكتب لهم أنهم من وضع هذه الأسس الصحيحة وبدأ بالبناء الفعلي، وسيتم تقديرهم أكثر وأكثر، بدل التشبث بقناعات باتت بالية بحكم الزمن.
لازالت الكرة بيد صناع القرار للعمل الصحيح، وعلى الاتحاد المهم أن يأخذ دوره كاملاً، وسيتباهى بهذا الانجاز طول العمر كما يتباهى بما تم انجازه على صعيد المنتخب والدوري وغيرها من المسائل الأخرى، فهل يبدؤون..؟
بسام جميدة