محمود قرقورا:جاءت انطلاقة المرحلة الأولى من الدوري السوري بكرة القدم بنسخته السابعة والأربعين لترسم بعض الملامح، لأن المكتوب يقرأ من عنوانه كما يقولون،
فعندما ينهض الزعيم من خسارة نصف نهائي الكأس أمام الكرامة ليحسم ديربي العاصمة أمام البرتقالي المساند جماهيرياً بثنائية نظيفة فهذه رسالة واضحة بأن الزعيم لن يتنازل عن لقبه المفضل بسهولة وأن الوحدة يحتاج إلى الكثير من العمل إذا أراد الفوز باللقب.
وعندما يعجز فريق الاتحاد عن فك شيفرة ضيف الدوري الجديد جاره حرفيي حلب وتبقى الشباك صامتة، فهذا مؤشر بأن كرة الاتحاد تبدأ من حيث انتهت الموسم الماضي وخسارة نصف نهائي الكأس نتيجة طبيعية.
وعندما يفوز تشرين على الطليعة بهدفين لهدف مع ركلة جزاء ضائعة فذلك يؤكد متانة البحارة على أرضهم.
وعندما يبدأ أزرق حمص الكرامة مشواره بفوز مبين على الجهاد العائد لمكانه الطبيعي بثلاثية نظيفة، فهي نتيجة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن قطع تذكرة العبور لنهائي النسخة التاسعة والأربعين لكأس سورية ليس مصادفة.
النواعير استثمر عاملي الأرض والجمهور فاصطاد الحوت الأزرق بهدف نظيف جاء مع نهاية الشوط الأول، على حين ارتضى الوثبة والمجد بأنصاف الحلول علّ النقطة تكون أوكسجيناً للانطلاق.
واليوم يكتمل المشهد الافتتاحي بلقاء الجارين الشرطة والمحافظة على أرضية ملعب الفيحاء، ولن يكون هناك متسع من الوقت لالتقاط الأنفاس لأن الجولة الثانية تنطلق الثلاثاء بقمة مرتقبة برسم ديربي اللاذقية الجماهيري الكرنفالي بين حطين وتشرين بملعب الباسل، ويلعب في دمشق الجيش مع النواعير بملعب الفيحاء والمجد مع الاتحاد بملعب تشرين والمحافظة مع الوثبة بملعب المحافظة، ويلتقي يوم الأربعاء الطليعة مع الشرطة في حماة ويوم الجمعة حرفيو حلب مع الجهاد بملعب رعاية الشباب، وتأجلت مباراة الكرامة مع الوحدة نظراً لأن الفريقين سيتقابلان يوم الجمعة المقبل بنهائي الكأس، ومع التفاصيل نمضي:
الزعيم عريس الديربي
دمشق – مفيد سليمان:
الزعيم الجيشاوي أنهى اللقاء مع جاره الوحدة بالفوز بهدفين، فأرهق الوحدة الذي خرج خاسراً أداءً ونتيجة ولم تنفع التبديلات بتغيير النتيجة، فالوحدة الذي ينتظر لقاء الكرامة يوم الجمعة القادمة في لقاء تحديد بطل كأس الجمهورية قد يكون مشغولاً بها لكن لا يمنع من دخول الدوري فائزاً أو متعادلاً في مباراة ديربي العاصمة وهي مباراة قوية بين الجارين التي لم تكن كما يشتهي الوحدة وأنصاره الذين قدروا بحوالي ستة آلاف متفرج على مدرجات ملعب تشرين .
الشوط الأول بدأ بصافرة الحكم الدولي فراس الطويل فدخل الفريقان المباراة بجس نبض لكن كان للجيش كلمته مستغلاً ارتباك الدفاع، فمن كرة ثابتة سددها ورد السلامة ارتقى لها بهاء الدين الأسدي وبرأسه يضعها عن يسار حارس الوحدة الأزهر بالدقيقة الرابعة وسط ذهول اللاعبين وجمهور البرتقالي، وتابع الجيش تألقه وتحركاته وشكل خطورة واضحة على الوحدة الذي كان مشتتاً ومنقسماً ووسطه غائباً وفاعليته ضعيفة وأجنحته لا حول لها ولا قوة، وكما يبدو كان الخلل هو الكرات الطويلة من الدفاع إلى المنطقة الأمامية لجزاء الجيش التي قطعها الدفاع المتماسك، ومضت أربعون دقيقة لم نشهد فيها هجمة جميلة ونقلة فنية مميزة من الفريقين وكان خروج اللاعب محمد حمدكو للإصابة ودخول محمد الحسن أعطى الوحدة جرعة للتحرك وتقدم عبر الأجنحة لكن بلا فائدة بسبب غياب الوسط وبسبب الكرات العالية والطويلة التي أبدع دفاع الجيش بقطعها وسنحت في اللحظات الأخيرة عدة ركنيات للوحدة انتهت بسلامة على مرمى المدنية.
في الشوط الثاني دخل الوحدة محاولاً التعديل والتسجيل، فهاجم وتحرك من العمق والأجنحة وظهر مختلفاً عما قدمه في الشوط الأول وحاول الوصول لمرمى الجيش لكن الاختراق كان ممنوعاً من دفعات الجيش المتينة، بينما ظهر الجيش مرتاحاً واعتمد الدفاع والمرتدات وهو متقدم بهدف عبر تشكيلته الشابة ونجومه الجدد لتستمر المباراة باردة باهتة مملة لا مستوى فيها سوى بعض الهبات القليلة من لاعبي الوحدة الذي تخلى عن الدفاع وكثّف هجومه عله يعدل النتيجة، فكانت الركنيات المقطوعة من الدفاع الجيشاوي الذي حافظ على نظافة شباكه.
وكانت كرة الأومري داخل جزاء الجيش الأخطر ووصلت ﻷنس الذي سدد قوية خارج الأخشاب أخطر الفرص للوحدة، لكن كان للجيش كلمة عبر عز الدين عوض داخل الجزاء فسدد كرة عن يمين حارس الوحدة الأزهر محققاً هدفاً ثانياً لفريقه مما صعّب على الوحدة التعويض حتى بعد خروج عبد اللطيف السلقيني من الجيش بالحمراء بعد نيله بطاقتين صفراويين فلم نلحظ الجدية لاستغلال النقص العددي.
فوز غالٍ لتشرين
اللاذقية – سمير علي:
حقق تشرين فوزاً غالياً ومطلوباً وضرورياً على الطليعة وبهدفين مقابل هدف واحد في إطار طموحاته للمنافسة على لقب بطولة الدوري بعد مباراة مقبولة في مستواها الفني تبادل الفريقان السيطرة على شوطيها مع أفضلية لتشرين في عدد الفرص الضائعة والتي لو سجل نصفها لارتفعت حصيلته.
الشوط الاول بدأ بحذر من الطرفين استمر ربع ساعة ولم يقدم تشرين الأداء المنتظر منه في ظل غياب فعالية خط وسطه، فيما بدا الطليعة أكثر تنظيماً في بناء الهجمات باتجاه المرمى الاصفر فأطلق الصلال مباشرة تألق المرعي في ابعادها، رد عليها تشرين بهجمة مرتدة في د17 نجح من خلالها في تسجيل الهدف الاول عبر مهاجمه محمود البحر، لكن فرحة تشرين لم تدم طويلا فسجل الطليعة هدف التعادل في د24 عبر مهاجمه عبد القادر عدي، بعدها انحرفت رأسية الصلال عن القائم الايسر وفي د35 احتسب الحكم ركلة جزاء لتشرين سددها الباش بيوك ونجح حارس الطليعة في إبطال مفعولها.
وفي الشوط الثاني عالج اليوسف مشكلة فريقه فأشرك الحميشة وأعاد الديب للوسط ولعب البحر مهاجماً وأشرك الكردغلي فدانت السيطرة لفريقه وهاجم لاعبوه بقوة مرمى الطليعة الذي تراجع للدفاع وتمكن البحر برأسه في د53 من تسجيل الهدف الثاني، بعدها اعتمد الطليعة على المرتدات للتعديل لكن هجماته بقيت ضمن حدود السيطرة، فيما استمرت الأمواج الصفراء تغمر جزاء الطليعة، فانحرفت رأسية البحر عن المرمى وارتدت رأسية الكردغلي خالد من القائم الأيسر وانفرد البحر وأخفق في التسجيل، فيما اكتفى الطليعة برأسية الصلال لينتهي اللقاء بفوز غالٍ لتشرين ومرحى للطليعة .
ثلاثية كرماوية معبّرة
دمشق- مالك صقر:
أحسن سفير حمص الكرامة في ترويض سفير الشمال الجهاد الذي اعتمد العاصمة مكاناً لمبارياته عندما غلبه بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، جاء أولها في الدقيقة العشرين عن طريق عبيدة السقي كنتاج طبيعي لسيطرة كرماوية على النصف الأول.
في الشوط الثاني حسم الكرامة النتيجة مبكراً عندما عزز تقدمه عبر علي خليل وعبيدة السقي ثانية في الدقيقتين 57 و59 وتحوّل الأداء تجارياً لأن الكرامة يريد خوض نهائي الكأس بلا إصابات، وأعطى الخبير جومرد موسى بعض التوازن للجهاد لكن النتيجة بقيت على حالها.
انطلاقة قوية للنواعير
حماة – فراس تفتنازي:
حقق فريق النواعير انطلاقة قوية من خلال فوزه الثمين على ضيفه حطين بهدف بعد مباراة دانت فيها الأفضلية في الشوط الأول للنواعير بتحركات الفران والدالي، وبالمقابل اعتمد حطين على المرتدات والأطراف عبر الجنيد والعقيل وقطايا، ولكن النواعير استطاع إنهاء الشوط الأول بهدف سجله زاهر خليل في الدقيقة 42 من تسديدة صاروخية استقرت عن يسار الأشقر.
في الشوط الثاني تبادل الفريقان الهجمات مع أفضلية نسبية للمضيف عبر البرازي والشوا والدالي، ورد حطين بتسدية قوية للعقيل أبطل مفعولها الدهنة، وقبل نهاية المباراة بلحظات كاد النواعير أن يعزز عبر الدالي الذي انفرد، ولكن الأشقر كان صاحياً ليخرج جمهور النواعير فرحاً بالانتصار الأول.
نقاط ضائعة
حلب – عبد الرزاق بنانه:
نقطة ثمينة اقتنصها فريق حرفيي حلب الذي يشارك بدوري المحترفين لأول مرة في تاريخه من جاره فريق الاتحاد بعد مباراة متواضعة في شوطها الأول مثيرة في الثاني أضاع خلالها الاتحاد العديد من الفرص السهلة لو سجل البعض منها لخرج بحصيلة كبيره من الأهداف . البداية كانت متواضعة من الفريقين وانحصر اللعب في وسط الملعب واعتمد فريق الحرفيين على تقوية خطوطه الدفاعية واللعب على الكرات المرتدة، فيما كان الاتحاد أكثر انتشاراً وسيطرة على وسط الملعب إلا أن تحركات لاعبيه في القسم الأخير من الملعب كان ينقصها التركيز والهدوء واقتصرت فرص الاتحاد على تسديدة ملهم بابولي ورأفت مهتدي من خارج منطقه الجزاء حولهما الحارس إلى ركنية، أجمل ما في هذا الشوط جملة مفيدة بين البابولي والمهتدي الذي سدد كره قوية التقطها النجار ببراعة.
منذ بداية الشوط الثاني ظهرت سيطرة الاتحاد واضحة وهاجم عبر الأطراف بواسطة السواس والعمر وسنحت للفريق فرص عديدة للتسجيل ضاعت بسبب الرعونة أحيانا وبراعة الحارس النجار، الفرصة الأولى لفريق الحرفيين كانت من تسديدة عمار شعبان الذي وصلته الكره داخل منطقة الجزاء وسدد بجانب القائم، ومع دخول الكلزي ونضال محمد من الحرفيين زادت الفاعيلة الهجومية بطريقة عشوائية فيما كان الاتحاد الأكثر تنظيماً وزاد من خطورته في الدقائق الاخيرة وكاد المشهداني أن يسجل برأسه فرد الحرفيين كان عبر فراس محمد الذي سدد كرة سهلة في أحضان الحاج عثمان، الوقت بدل الضائع الذي أعلنه الحكم عسكر فيه فريق الاتحاد داخل منطقة الجزاء وأضاع العديد من الفرص السهلة، الأولى بواسطة محمد الأحمد الذي لعب كرة قوية داخل منطقة الجزاء تصدى لها النجار والثانية كانت الأغلى للمهتدي الذي أضاع كرة وصلته على بعد امتار قليلة من المرمى لعبها برأسه برعونة جانب القائم لتعلن صافرة النهاية ضياع نقطتين غاليتين للاتحاد في بداية المشوار ..
تعادل للوثبة وفرص ضائعة
حمص – حيان الشيخ سعيد:
شلال من الفرص الوثباوية تناوب على إهدارها لاعبو الوثبة بالشوط الثاني أمام ضيفه المجد الذي خرج حامداً وشاكراً بالتعادل بهدف لكل منهما في مباراة باهتة ومملة بشوطها الأول ووثباوية مثيرة بالشوط الثاني الذي قلبه المدرب الابراهيم بتبديلاته رأساً على عقب، فلعب الشوط الاول 4/3/1/2 وقدّم شوطاً لاقى استهجان المتابعين وخاصة خط وسطه الذي قاده الوافدان ناطق والجاسم واللذان فشلا دفاعاً وهجوماً وألغى خط دفاعه دوره واعتمد على الكرات الطويلة العقيمة ولكن شوط المدربين الثاني كان الوثبة بعد إخراجه الوافدين ناطق والجاسم دفعة واحدة وأشرك الصالح والدعبول فكانت السيطرة وامتلاك الساحة وتنظيم الهجمات وتموين البستاني وغصن والعلي وانفرادات نالت التعادل وأهدرت أربعة أهداف على الأقل وهذه كرة القدم.
أما المجد فقد لعب بالشوط الأول بنفس خطة الوثبة وعادت حليمة لعادتها القديمة باعتماده مصيدة التسلل ونجح بها وكان الأفضل بتنسيق الهجمات والتمرير القصير وخاصة في وسط الملعب بالشوط الاول وأدى دفاعه العيسى وبوظان وسليمان ومازن بشكل جيد وأغلقوا منطقة جزائهم بمساندة وسطهم وكان الخليفة لولباً بتحركاته ونشاطه، بينما استسلم العويد والقضماني لرقابة صارمة، مع التنويه بتألق حارسهم عماد المنجد الذي كان صمام أمان وأنقذ مرماه من كرات كادت تهز شباكه، وعن الشوط الأول بدايته تهديد مجداوي بكره الرجب بين أحضان الدروبي وهدف للمجد بالدقيقة /16/ من هفوة دفاعية وكرة من الخليفة وقف دفاع الوثبة لها متفرجا بانتظار راية التسلل لكن أحمد قضماني تابعها بالمرمى، رد الوثبة بدبل كيك من المشلب بمواجهة المرمى طار لها الحارس المنجد وحوّلها لركنية تبعه شوفان الوثبة بكرة رأسية بالعالي، بينما اكتفى المجد بالسيطرة بوسط الملعب ودون خطورة بالمواقع الهجومية، وفي الشوط الثاني وبعد غضب مدرب الوثبة من أداء فريقه وتبديلاته بإشراك شباب النادي الدعبول والصالح في خط الوسط بدلاء لناطق والجاسم وظهر الوثبة شكلاً ثانياً ولعب شوطاً مثيراً غنياً بالأداء والفرص ونظّم صفوفه ولعب كرة سهلة وأدرك التعادل بالدقيقة /49/من كره سددها الدعبول وأنقذها الحارس لترتد إلى علي غصن فتابعها بالمرمى، وتاه المجد وانكشف دفاعه وفشلت مصيدة التسلل وتتالت فرص الوثبة من الغصن الذي انفرد وواجه المرمى وانقض عليه المنجد وطالب الوثبة بخطأ وطرد تبعه الشاب البستاني مرتين بمواجهة المرمى وعاد المنجد وتألق وأنقذ فريقه من كرتين وأصيب الغصن وشارك العلي، والمجد اعتمد على الدفاع والارتداد المعاكس، ومسلسل اهدار الفرص تناوب عليه العلي مرتين والبستاني مرتين مما أغضب وأحزن مدرب و جماهير الوثبة.